مهاجمة جريدة « الرأي العام » الإخوانية لعبد الكريم الزبيدي أكبر دليل على إزعاجه للإسلام السياسي

هاجم اليوم الإسلام السياسي في جريدته « الرأي العام » عبد الكريم الزبيدي ووصفه بـ »النبي الكاذب ». فقد خصص مدير الجريدة افتتاحية عدد هذا اليوم لـ »الانتخابات وإرث الباجي : الأنبياء الكَذَبَة »، وقد ركز نقده على عبد الكريم الزبيدي الذي « يعرض على التونسيين برنامجا انتخابيا معاكسا تماما للروح التي حكمت مشروع الباجي، وهو برنامج أقرب إلى مسودةٍ لحربٍ أهلية منه إلى برنامج انتخابي ». والروح التي حكمت مشروع الباجي هي « التوافق »؛ وكل مخالف للتوافق مع النهضة بعد الانتخابات الرئاسية القادمة يعد خائنا لروح الباجي في نظر الجريدة، وداعية إلى حرب أهلية نعلم أن الإخوان قد هددوا بها أكثر من مرة. وترى الجريدة أن « كل كلمة مديح كانت تقال في سي الباجي كان للغنوشي فيها نصيب كبير »، كما تذهب إلى أنه « إن كان هناك شريك أساسي ووريث حقيقي للباجي فلن يكون إلا راشد الغنوشي ». وحضرة جناب مدير الجريدة الإخوانية ينسى أمورا مهمة : منها(1) أن مننخبي الباجي سنة 2014 إنما انتخبوه لكي لا يتوافق مع الإسلام السياسي وأن يخلصهم من كوارثه التي تتالت منذ سنة 2011؛ (2) أن الباجي قد أقر هو نفسه بأنه قد خان منتخبيه وخيب آمالهم بما أقامه من توافق مع النهضة؛ (3) أن السنوات الخمس الأخيرة التي مرت على التونسيين في ظل التوافق كانت سنوات لا تقل كارثية عن سنوات حكم الترويكا ، وأن المتسبب في ذلك هو الإسلام السياسي لأنه لم يفكر في أي يوم منذ أخذ الحكم أو شارك فيه في حاجات الناس وتنفيذ برامج لصالح الشعب بل فكر دائما في نفسه وفي التمكين له وتحقيق المنافع لأتباعه؛ (4) أن الواقع المتردي اليوم في كل مجالات الحياة إنما هو نتيجة حتمية للتوافق الذي أدى إلى (أ) طمس ملفات الفساد والسكوت عنها؛(ب) تعطيل الملفات القضائية المدينة للنهضة وخاصة الاغتيالات والجهاز السري؛ (ج) تعطيل اللجان البرلمانية النابشة في « إنجازات » الترويكا من تسفير وجهاد نكاح ونشر للإسلام الغاضب في المدارس القرآنية؛ (د) الدفاع عن مصالح دولة أجنبية وفتح السوق التونسية لبضائعها رغم وجودها في السوق التونسية؛ (هـ) تعطيل إنشاء الهيئات الدستورية وخاصة المحكمة الدستورية….والقائمة طويلة جدا؛ (5) فإذا أراد النهضاويون مواصلة التوافق مع الرئيس المنتخب الجديد فليعلموا أن التونسيين سيخوّنونه كما خونوا قائد السبسي من قبل لأنه قد أخطأ في حق منتخبيه ومنتخباته، وأهم دليل على خطئه أن يكون راشد الغنوشي خليفته الحقيقي اليوم في نظر الجريدة؛ (6) مهاجمة الجريدة لعبد الكريم الزبيدي أكبر دليل على إزعاجه للإسلام السياسي وعلى أن « التوافق » ليس من مشروعه ولا من برنامجه، وعلى الذين يتقولون ذلك عليه أن يخرسوا، فقد قال إن التوافق لا يعنيه بل هو يعني الأحزاب فيما بينها، أما هو فرئيس مستقل لكل التونسيين؛ (7) يوم تتخلى النهضة عن التدخل في سير القضاء وعن تعطيل أعمال اللجان في البرلمان والقبول بالمحاسبة الحقيقية على أخطائها – ومنها ما هو متعمَّدٌ – ويوم تُشْعِر التونسيين بأن أتباعها ينتمون إلى تونس حقا وليس إلى « أرض الإسلام الواسعة » وتفكر في عامة التونسيين وليس في مصالح أتباعها فقط سيبدأ التونسيون في التفكير في الحكم الإيجابي على مدنيتها وديمقراطيتها وتونستها. أما الآن فإن في رغبتها في فرض التوافق من جديد وفي تهديدها المستمر بالحرب الأهلية إن لم يقع ما يدل على أنها لم تتغير بعد

الدكتورإبراهيم بن مراد