الحداد المتوفى منذ حوالي 90 سنة متقدم على أستاذ خبزة الڨاطو

الحجاب « كمامة على فم كلب » وحائل بين الرجل والمرأة

 

يناهض الطاهر الحدّاد الحجاب بما أنّه يرى من حق المرأة التمتّع بالحياة وبالجمال والخروج للحياة العامّة فهو يعتبره ليس من الإسلام في شيء وقد كتب في « امرأتنا في الشريعة و المجتمع  » الصادر في 1929 : « إنّ الحجاب الذي نقرّره على المرأة كركن من أركان الإسلام سواء مكثها في المنزل أو وضع النقاب على وجهها ليس من المسائل التي يسهل إثباتها في الإسلام بل ظاهر الآية يرشد إلى نفيه لما في ذلك من الحرج المضني. وممّا يجعلنا نقطع بعدم وجوده في الإسلام » ( ). ويشبّه الحدّاد النّقاب على وجوه النّساء منعا للفجور « بالكمامة على فم الكلاب كي لا تعضّ المارين » ( ). ومن الحجج التي يسوقها الحدّاد ضد الحجاب هي أنّه حائل للتّعارف الضّروري لنجاح الزّواج بين المرأة والرّجل وأن الحجاب دفع بكثير من الشباب المسلمين للبحث عن الزّوجة السّافرة من الأجنبيّات والحجاب يعطّل المرأة في إثبات حقوقها أمام المحاكم وتصريف شؤونها وتنمية ثروتها الذي يتطلّب الاختلاط بالنّاس وربط العلاقات ممّا يعرّض المرأة للزّور والتّدليس وخداع الوكلاء وأنّ الحجاب ليس ضامنا للعفّة فهو حسب الحدّاد : « لم يمنع اتّجاهها إلى جهات أخرى بتأثير العامل الطبيعي بل قد كان من أهمّ العوامل في انتشار اللّواط والمساحقة والعادة السريّة » ( ). والحجاب يمنع المرأة من القيام بوظيفتها التربوية لأبنائها بما أنّه يمنعها من الخروج للإطّلاع على الحياة والمشاركة في الأنشطة الثقافية ومعرفة بلدها، ويمنعها كذلك من الخروج للتعلّم واكتساب الخبرة الاجتماعية الضّرورية لإدارة شؤونها اليوميّة. ثم أنّ الحجاب وحبس المرأة في المنزل له تأثير على صحّتها الجسميّة والنّفسية بما أنّها تحرم من الرياضة البدنية والنّفسية الواجب القيام بأعبائها لتكتمل شخصيّتها

الحدّاد مع السّفور لا الفجور

يؤكّد الحدّاد أنّ السّفور الذي أتى مع التمدّن الغربي هو يستجيب للحاجيات النّفسية والجنسيّة للرّجل والمرأة وأنّه منتشر لا ريب فيه « إنّ السّفور آخذ في الازدياد بلا ريب سواء تذمّرنا أو لم نتذمّر وسواء اتّجهنا لتعليم المرأة كما يجب أو لم نتجه. غير أنّ اتّجاهنا هذا يخفّف كثيرا من هذا التطوّر السّاذج والخالي من أسباب الوقاية » ( ) ويردّ الحدّاد على من يدّعون أنّ الفجور هو نتيجة السّفور بأنّ عليهم لضمان طهارة المرأة أن نفرض على الرّجل أوّلا الطّهارة ونمنع تعدّد الزّوجات والزّواج بالإكراه وإطلاق يد الرّجل بالطّلاق لنحدّ من غيرة المرأة وانكسارها ( ) ويجب خاصّة الحدّ من ظاهرة الفقر التي يرى فيها الحدّاد أعمّ وأخطر أسباب انتشار الفجور. لكن الحدّاد في دعوته للسّفور هو ضدّ التبرّج والإغراء والابتذال في الطّريق العام. ويردّ على المتزمّتين : ما كان أحوجنا إلى الاتحاد في تعليم وتربية المرأة للنّهوض بها بدلا من هذا الجدال العقيم (حول الحجاب) الذي نملأ به أيّامنا العاطلة

الأستاذ عميره عليه الصغيّر