في مخاطر اللغة : بُْقْعتِكْ في عبد الله قِشْ

في مخاطر اللغة

 بُْقْعتِكْ في عبد الله قِشْ : ، هذا ما قاله نائب شعب لنائبة في جلسة رسمية بالبرلمان، ولي في هذا دخْلة وخرْجة
الدخْلة
هذه القولة مؤسّسة على صورة مكانيّة، إذ يمكن أن نؤوّلها من الزاوية البلاغية إلى « مجاز مرسل »، علاقته المحلّيّة، أي « أن تذكر المحلّ وتقصد الذي يحلّ فيه »، فقد ذكر النائب الثالب المحلّ، وهو ماخور عبد الله قش، وقصد الذي تحلّ فيه للاشتغال به
ومعنى هذا أنّه لنا أن نتصوّر أنّ النائب الثالب بحكم الاشتراك في الصفة مع النائبة المثلوبة – أو بافتراض الردّ عليه منها أو من أحد الحاضرين بنفس الإجابة في نطاق تداول الحوار المتصوَّر المتخيَّل- مكانه أيضا عبد الله قش
وإذا تصوّرنا أن النائبين في عبد الله قش وجب أن نتخيّل كذلك، بمشترك صفة النائب، بأنّ بقية النواب برئيسهم مكانهم عبد الله قش، فالصفة والمكان يوحّدان جميع النواب
وإذا تصوّرنا بأنّ مكان نواب الشعب عبد الله قش، فلنا أن نتخيّل أنّ كلّ الشعب مكانه عبد الله قش باعتبار النواب ممثلين له وعنه
وإذا تصوّرنا أنّ مجلس النواب هو المصادق على الحكومة، فلنا أن نتخيّل أنّ الحكومة كلّها مكانها عبد الله قش
وإذا تصوّرنا أنّ مجلس النواب هو المصادق على مراسيم الحكومة لمقاومة كرونة، فمعنى هذا أنّنا نتخيّل أنّ كرونة مكانها أيضا عبد الله قش، وأنّ كلّ أفراد الشعب الكريم وأعضاء الرئاسات الثلاث الموجودين كلّهم بعبد الله قش مهدّدون بكرونة، لطفا بهم وسلامة يا ربّ العالمين
الخرْجة
لأنّ كلّ الشعب صار مهدّدا بكرونة الموت، وحفاظا على بلادي، أعترف أنا توفيق العلوي وأنا في كامل مداركي العقليّة ولست تحت أيّ إجبار أو ضغط، بأنّ دخلتي خاطئة، وأصرّ مع هذا على شكر النائب الذي أتى بثلْبة واحدة، وشتْمة فريدة « بما لم تفعله الأوائل »، واسمحوا لي بأن أعتبره شخصيّا من عَبادِلة البلاغة، فقد أضاف إلى « البلاغة الإيجاز »، القَباحة الإعجاز

الدكتور توفيق العلوي