أعجبني جدا الهجوم الفايسبوكي الذي حصل ضد قناة التاسعة وانحطاطها المهني والأخلاقي

الهجوم الفايسبوكي الذي حصل ليلة أمس ضد القناة التاسعة وانحطاطها المهني والأخلاقي أعجبني جدا وأعتبره رد فعل صحي وفيه وعي. ما يعنيني هو الهجوم على محاولة ضرب الصحة العمومية وتقزيمها. لقد فهم أرباب المصحات اللعبة سريعا وأدركوا أنهم من هنا فصاعدا لا تسامح مع تهميش القطاع العام وأصابهم الهلع من النفس الشيوعي الماركسي الذي بدأ يدب باحتشام . فبدأ الدفاع عن المصالح بشكل مبكر وقبيح. إنها معركة المصحات الخاصة ضد تداعيات عودة الايمان بالقطاع العمومي. كان على الأطباء أصحاب الأسهم في المصحات أن يكونوا أذكياء أكثر ويلتقطوا جيدا معنى التسخير . ولكن ماذا أقول الدفاع عن المصالح الضيقة قد يهدد المصالح الضيقة نفسها
بعد الأزمة إن شاء الله سأغير بطاقة انخراطي في الكنام من استرجاع المصاريف إلى المعالجة في المستشفيات العمومية.أصلا نحن لا نسترجع إلا عشر المصاريف

الأخلاق ..الاخلاق .الأخلاق

********

الذي لم يدخل المصحة لا يعرف من الرأسمالية المتوحشة أي شيء

سأروي لكم آخر تجربة لي وأنا عائدة من البحرين في ماي السابق مع المصحات: كان موعد الطائرة متأخرا وشعرت بالجوع وخطر لي أن أكل طبقا ايرانيا . على كل حصل لي تسمم ولم يبدأ في شن حربه عليّ إلا وأنا في الطائرة.الحمد لله كانت غير مكتظة فاستلقيت من شدة الوجع على الكراسي الثلاثة. وعندما وصلت مطار استنمبول كنت أشعر بأني أتلفظ أنفاسي الأخيرة ولا إحساس لي بكل ما حولي. على كل وصلت مطار تونس قرطاج بأعجوبة, ومباشرة ذهبت إلى المصحة. وأنا أطلب منهم فعل أي شيء لأني تعبت من منع نفسي من الغيبوبة كانت الممرضة تطلب بطاقة تعريفي .من شدة الانفعال أعطيتها حقيبتي وقلت لها : ابحثي وحدك. المهم اسعافي. شعرت الممرضة بالخجل ووضعوا لي السيروم ولأني لم أكن هادئة وكنت جد متوترة ولا قدرة لي على التحمل والصبر فقد سال دم كثير من يدي من المنطقة التي وضعت فيها الإبرة كي ينتقل السيروم لبدني…أقسم بالله كانت قطرات دمي على الأرض منتشرة وهي تطلب أن أسدد المال مسبقا. قلت لها لا تخافوا ما يلزمكم موجود. انظري إلى دمي . نزعت بغضب السيروم وناولتهم ما يريدون وذهبت إلى البيت بعد أن بدأت أتماسك قليلا. الذي لم يدخل المصحة لا يعرف من الرأسمالية المتوحشة أي شيء

الدكتورة آمال موسى