أكاذيب حزب التفجيرات والتعويضات

بعد أن انتهت صلوحية اللوز وعتيق وغيرهما من جماعة حزب التعويضات رمى الغنوشي بأسماء أخرى جديدة من بينها واحد اسمه سامي الطريقي شاهدته البارحة في برنامج مريم بلقاضي وكنت أعتقد أنه سيكون على خلاف قدامى حركته إلا أنه لم يختلف عن سابقيه فكان كثير الصراخ والجلبة والهذر استند إلى الأكاذيب التي تعودنا هذا الحزب ترويجها من ذلك قوله إن حزبه قدم 300 شهيد وهي كذبة مصمتة ودليلنا على ذلك أن لطفي العمدوني نشر بمناسبة المؤتمر العاشر كتابا عنوانه « شهداء النهضة » ولطفي هذا تحصل هو الآخر على الدكتوراه مما يسمى جامعة الزيتونة التي يرأسها هشام قريسة وهو في هذه الحالة لا يختلف عمن سبقه كالصحبي عتيق وعماد الحمامي وغيرهما من دكاتير حزب التعويضات بجانب عضويته مجلس الشورى ومشاركته في تأسيس بؤرة القرضاوي ومشاركته أمن المشيشي في فض اعتصام الحزب الدستوري الحر، قلت وقع بين يدي هذا الكتاب الذي يقع في حوالي 540 صفحة من الورق المصقول الثقيل الوزن الذي تظهر فيه الألوان بشكل جيد، أما محتوى الكتاب فهو مخصّص لمن سماهم صاحب الكتاب « شهداء » وعددهم … فبجانب نصوص تكاد تكون مكررة هنالك كم كبير من الصور ولكنها سيئة الإخراج باهتة الإضاءة هذا على مستوى الشكل أما بالنسبة للمضمون فلاحظت

1) في الغلاف نشرت مجموعة من الصور لأموات الحركة غير أن اللافت للنظر إضافة صورتي الغنوشي ومورو فهل يعتبرهما العمدوني من الأموات الذين لم يُلحدوا بعد أو أنهم يتمنى لهم ذلك؟

2) قام صاحب الكتاب بحشر الأموات جميعهم تحت شعار شهيد من ذلك اعتباره

أـ أن الذين توفوا نتيجة مرض السرطان هم شهداء (الصفحات 291 و294 و351 و358 و400و402 و407 و409 و411 و418 و434 و442 و446 و452 و455 و499 و514)

ب ـ وكذلك الذين توفوا بالسل ص291 والكبد الوبائي ص293 و423 و460 والرئتين ص413 والجلطة القلبية ص421 والسكري ص421 و462 والمالاريا الدماغية ص488 والأزمة القلبية في المغرب ص531 وآخر توفي لأمراض كثيرة كما جاء في الكتاب ص260 وغيره توفي في مستشفى الرابطة قسم الأمراض الجرثومية ص212
3) ص162 أدرج اسما قام صاحبه يوم 27 سبتمبر 1987 بتعمد إحراق الشعبة الدستورية الفطناسي في طبربة ولكن النار اشتعلت فيه ولم يبق من نصفه الأسفل شيء وفي الغد توفي، وتذكروا جريمة باب سويقة

4) ذكر البعض ممن توفوا جراء حوادث مرور ص176 و345 و348 والغريب أن أحد هؤلاء كان جنديا توفي في حادث سيارة وانتظمت له جنازة عسكرية ص376

5) هنالك صنف آخر من شهداء هذا الحزب الكاذب وهم الذين قتلوا أنفسهم فأحدهم رمى نفسه من أعلى سور بنزرت ص465 وآخر شرب كمية كبيرة من الأدوية ص467 وثالث شنق نفسه ص469 وثالث اختنق ص 472

6) وهنالك نوع آخر من الشهداء أحدهم سقط من نخلة ص405 وثان سقط من مبنى عال ص182 وثالث غرق في السودان ص493

7) أما الذين توفوا في بيوتهم واعتبرهم العمدوني شهداء نتيجة القتل البطيء فمنهم من انقطع له عرق في الدماغ سنة 2003 وأجريت له عملية أولى وثانية وتوفي بعد ذلك بسنتين سنة 2005 ص435 ومنهم من خرج من السجن سنة1989 وتوفي سنة 2005 ص355 وثالث خرج من السجن سنة 1997 وتوفي سنة 2004 ص359 ورابع خرج من السجن سنة 1997 ووقع له حادث شغل سنة 2010 وتوفي سنة 2011 ص363

8) أحدهم تاه في الصحراء هربا من التجنيد فأكلته الذئاب ص378

والغريب في الأمر أن عدد الذين أعدمهم النظام في جريمتي باب سويقة والنزل هو ستة أنفار أما الذين قتلوا أنفسهم من منتسبي هذه العصابة فقد بلغ الثمانية، المهم من كل ما ذكر أن هذا الحزب يريد أن يصنع لنفسه مجدا ومكانا في التاريخ السياسي للوطن ولكنه أخفق إخفاقا كاملا فمن حيث أراد الإشهار لنفسه أساء إليها لما عدّ كل أمواته شهداء حتى الذين قتلوا أنفسهم ثم لا تنسوا أن كاتب هذه الفضيحة دكتور يحسب على الجامعة التونسية

أنس الشابي

أنصطوا إلى كذب قليل الحياء