قتل النساء ليس مجرد حدث لصفحات الحوادث

مرة أخرى تستهدف النساء ويقتلن في بيوتهن، وتستباح حياتهن في بلادنا، ومرة أخرى تبرز أعراض الواقع العليل في جهات بلادنا، بما فيه من تهميش اقتصادي وتفقير، واحتقان اجتماعي، وتوتر للعلاقات داخل الأسر التونسية، ليدفع ثمنها النساء من أعمارهن، وحرمان أبنائهن من الإحاطة و التنشئة السليمة

سعاد الصويدي أصيلة معتمدية نصرالله هي ضحية أخرى تنضاف إلى سلسلة الضحايا اللواتي تزهق أرواحهن لا لشيء إلا لكونهن نساء، وهي أم لبنتين، يستدرجها زوجها ويقوم بخنقها حتى الموت في 12 أفريل 2023، وأمام لامبالاة الدولة وعدم انخراطها الفعلي والملموس في سياسات مناهضة العنف ضد المرأة كثقافة وكآلية لمقاربة مشاكل الجهات التنموية والاقتصادية وأشكال الهشاشة القائمة التي تعاني منها، لتكون جهة القيروان في المراتب الأخيرة في التنمية والأولى في نسب الفقر والبطالة والنزوح، وفي نسب العنف والانتحار التي تنعكس على وضع النساء وتكرس تقاطع أشكال الهيمنة و التهميش فتنتج العنف المركب الذي يزيد من محنة النساء

وإننا إذ نعبّر عن حزننا وتنديدنا بهاته الجريمة الشنيعة، نذكّر هياكل الدولة المعنية بضرورة التدخل الناجع لمقاومة مأساة قتل النساء، حتى لا تتحول حياتهن إلى مجرد أرقام ترفع للمؤسسات، وأخبار تنقل في مواقع التواصل الاجتماعي لا يعكس إلا سلبية الدولة غير المبررة، وندعو كل المؤسسات المعنية وعلى رأسهم وزارة المرأة إلى تحمل مسؤولياتها في تطبيق القانون والتعهد بالتزاماتها في مناهضة إستهداف النساء وجرائم القتل التي أصبحت واقعا قائما لتكون سعاد الضحية الثانية في جهة القيروان في غضون شهرين و في ظل التراخي في ترسيخ الآليات الكفيلة بالقضاء على ظاهرة العنف ضد المرأة

تونس في 16 أفريل 2023
عن فرع القيروان للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات
رئيسة الفرع
ليليا علويني