لا تصنعوا من النكرات أبطالا

محرزيّة لعبيدي المتوفاة البارحة
نترحّم عليها ونعزي ذويها فيها وبصدق
لكن

ما كنّا لنعلّق أكثر لولا ما لاحظناه لدى جماعة الاخوان على صفحات الفيسبوك من نفخ في صورة المتوفاة لولا أنها كانت بحكم الصدفة جزءا من التاريخ السياسي لتونس لما أضفنا شيئا للترحم و العزاء. اذن لا تصنعوا منها بطلة ولا مناضلة ولا حتى « سياسيّة » .هذه المرأة المجهولة ولم تعرفها لا ساحات النضال الطلابي في تونس و لا حتى النضال الحقوقي، فهي امرأة عادية محافظة فعلا لكن وبانتهازية الكثيرين تحصلت على الجنسية الفرنسية و حتى تقدم نفسها على انها » فرنسية من اصول تونسية » دون وجل كما كل « الذين يأكلون الغلّة ويسبّون الملة » لأن المتأسلمين كلهم يسبون المجتمع الغربي ويسمونه بالفساد والكفر.

أتت الصدفة بمحرزية نائبة للمجلس التأسيسي في غزوة 2011 ولم نسجل لها مواقفا في صياغة الدستور تشي بانها فعلا تشبعت بأفكار فلاسفة فرنسا او عقيدة الدولة العلمانية التي اخذت جنسيتها لستحقها ، كانت كبقية اخوانها من المتأسلمين تدافع على موقف « المرأة مكملة للرجل » ومع « الشريعة مصدر القانون » و « ترفض مساواة المرأة مع الرجل » و لم نرَ لمحرزية موقفا مشرفا ضد الارهاب وغزوة الفكر التكفيري الذي كان ولايزال يحظاه حزبها ولم نرها تثور على موجة الاغتيالات التي استهدفت احرار تونس ورجال امنها ، كانت طيّعة مستجيبة لأوامر شيخها و نحلته رافعة لشعار رابعة المشين في كل فرصة. وختمت آخر خروج عمومي لها في مجلس النواب بذاك الفصل المخزي من مسرحية كتب نصها و اخرجها حبرهم الأكبر و صياحها « ما تضربنيشن ما دزنيش » ولا احد خلفها ولا دازّ لها ولا ضارب لها.

محرزية لعبيدي ختمتها لتتداوى في فرنسا ،لأنها لا تثق في أطباء بلادها ولربما لأنها تعرف ان الاحاطة أحسن في فرنسا ولها الحق في ذلك. محرزية كذلك وضد المنطق كانت تشتغل في تونس وتأتيها أجرتها كنائبة بالأورو وتدفع في حسابها البنكي في فرنسا، ربما خدمة لاقتصاد وطنها الثاني

لا تصنعوا من النكرات أبطالا و كما دخلت تاريخ تونس صدفة ستخرج من تاريخها منسية لأنها لم تكن مثلا لا توحيدة بن الشيخ ولا بشيرة بن مراد ولا شريفة المسعدي ولا مجيدة بوليلة ولا ميّ الجريبي و لا راضية النصراوي ولا عبير موسي

الاستاذ عميره عليّه الصغيّر

للتذكير فقط