ما سبب تزامن الحملة على الغنوشي مع الزيارة التي يفترض أن يؤديها الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الدوحة (من 14 إلى 16 نوفمبر الحالي)، في الوقت الذي تشهد فيه خركة النهضة صراعا داخليا حول استمرار الغنوشي في قيادتها : شهرزاد عكاشة
فتح إعلاميون و كتاب وعناصر إخوانية محسوبة على قطر، وبعضها يعيش في الدوحة، النار على راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإخوانية بعد تصريحات له تمنى فيها ألا تؤثر “أحداث عابرة وهامشية” على العلاقات بين تونس وفرنسا، وذلك خلال استقباله السفير الفرنسي الجديد في تونس « أندري باران » ( الصورة أعلاه )، في إشارة إلى الاحتجاجات وردود الفعل الغاضبة على الرسوم المسيئة للرسول، وهي الحادثة التي عمل الإخوان على استثمارها للعودة إلى الواجهة
وأثار هذا الهجوم المتزامن والعنيف -والذي استعمل عبارات من نوع “انتهازية” و”خيانة” و”كبيرة دينية”- شكوكا في الجهة التي تقف وراءه، وتساؤلًا عما إذا كان هؤلاء قد حصلوا على ضوء أخضر من قطر
وقال محمد المختار الشنقيطي، أحد الباحثين في مؤسسة قطر بالدوحة والداعم لفكر الإخوان، في تغريدة له على تويتر، إن أقلّ ما يقال في سعْي الغنوشي “إلى استرضاء حكومة ماكرون، ومساعدتها في غسل عارها، والتستر على ازدرائها الرسمي للمقدسات الإسلامية (…) أنه انتهازية سياسية، وتسوُّل ذليل :
من جانبه، اعتبر المصري محمد صغير، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن وصف : راشد الغنوشي لأزمة الرسوم المسيئة (…) كبيرة دينية وكبوة سياسية، لا يقبلها عقل ولا شرع، ولا يأنف منها كل غيور ولا يسكت عنها إلا مداهن
وتعتقد أوساط سياسية تونسية أن الحملة على الغنوشي التي شملت أسماء إخوانية من الخليج ومصر والأردن تثير تساؤلات حول الجهة التي تقف وراءها، خاصة أن الغنوشي محسوب على قطر وتركيا، كما تثير التساؤل عما إذا كان رئيس حركة النهضة هو المقصود بالهجوم أم أن الإخوان المحسوبين على قطر، والذين يتحركون وفق أجندتها وبعضهم يعيش من أموالها وعلى أرضها، وجدوا فرصة ليهاجموا فرنسا من وراء الستار خدمةً لأجندة الدوحة
وتتساءل هذه الأوساط عن سبب تزامن الحملة على الغنوشي مع الزيارة التي يفترض أن يؤديها الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الدوحة (من 14 إلى 16 نوفمبر الجاري)، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة بين الرجلين حالة من البرود بعد أزمة التصريحات حول صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان
ويبحث راشد الغنوشي، من خلال تصريحاته عن أحداث الرسوم المسيئة للرسول والهجوم الإرهابي الفضيع الذي نفذه شاب تونسي في مدينة نيس الفرنسية، عن التهدئة مع فرنسا في ضوء تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون عن معركة طويلة وجادة ضد الإسلام السياسي، مخافة أن تكون حركة النهضة ضمن خطط فرنسا ودول أوروبية أخرى بدأت تغير سلوكها تجاه الإخوان وتضعهم كعدو أول بعد أن كانوا في خانة المحتفى بهم، وبينهم الغنوشي نفسه الذي قضى سنوات طويلة في بريطانيا
ويشير الهجوم على فرنسا من وراء ستار استهداف راشد الغنوشي إلى وجود غضب إخواني كبير على باريس التي باتت تتزعم حملة أوروبية لتقييد أنشطة الإخوان وتفكيك جمعياتهم وشبكاتهم المالية والوقوف على حقيقة دورهم في تغذية الإرهاب عبر الترويج لثقافة متشددة تحث على العزلة وكراهية الآخر
ويتساءل مراقبون : ماذا حدث بين فرنسا وقطر التي كانت تضخ الاستثمارات هناك لكي تصبح في دائرة الهجوم الإخواني الذي ترعاه الدوحة؟ وما الذي يزعج القطريين في الحملة الفرنسية على “الإسلام السياسي”؟ هل أن الدوحة تتخوف من خسارة أهم أوراق نفوذها في المنطقة، أم تتخوف من توصل فرنسا بصفة خاصة وأوروبا بصفة عامة إلى ملفات تثبت روابط دعم وتمويل قطريَّيْن للجماعة أو لغيرها من الجماعات التي باتت مثار تتبعات أمنية حازمة؟
المصدر : alarab-co-uk