مقامة الشعب المخدوع … وصندوق النكد

طرقنا باب صندوق النكدْ…وحلّ موعد الكدّ والجدّْ…والتفت الرئيس حوله و أحَدًا لم يَجِدْ…وتَمْتم في سرّه “قل هو الله أحدْ”…فأجابه الطبوبي “الله الصمدْ”…فاستغرب الرئيس وأضاف “لم يلد ولم يولدْ”…فردّ عليه الطبوبي  : شدّ مدّ يا حمدْ

نظر إليه مولانا وقال من زرع حَصَدْ…ضحك الطبوبي وقال أطلُب تجدْ…قال الرئيس صندوق النكدْ، يا طبوبي… صندوق النكدْ…ردّ الطبوبي تعال نتحاور دون عُقدْ…وأعدك أنك خيرا تجدْ…ردّ الرئيس معك فقط دون كل من فسدْ…قال الطبوبي لِمَ للطريق تقطع و لِيَدِنا فارغةً ترُدْ؟ و لِمَ للغة الحوار “تسدّ”؟…فكيف لأتباعي وأنصاري أردْ…ألستُ شريكك ودوني لا أحد…ألم تقل لي دائما أنت أو لا أحد…قال الرئيس الأمور ليست كما كنت تعتقد…فلا شريك لي لا والي… ولا معتمد…ولا عبد الوهاب… ولا عبد الصمد…أنا الرئيس الواحد الأحد…ضحك الطبوبي وقال “قل هو الله أحد”…ردّ عليه الرئيس اللهم لا حسدْ…قال الطبوبي ألا تعلم أن الشعب “فدّ”…وأنك لن تنجح بسياسة  : فرّقْ تسُدْ

ردّ الرئيس هذا خطاب عليكم مردودْ…قال الطبوبي ألم تُغْرِق أسماعه بالوُعودْ…وبالعيش المسعُودْ…وباليوم المشهُودْ…والخير الموعُودْ…قال الرئيس نعم كان هذا المقصودْ…لكن أنت تعلم حجم المال المرصودْ…والرصيد الموجودْ…وتعلم قيمة المجهودْ…وتدري أني غير مسنُودْ…والله يعلم نيتي والمقصودْ…وفي الأخير “هاكه الموجُودْ”…ضحك الطبوبي وقال أنت من وعدْ…وأنت من للأتباع حشدْ…وهي عنك إن أخلفت الوعْدَ ستبتعدْ…فكيف تريدني عن قواعدي أبتعدْ…وعن مصالح أنصاري وهم السنَدْ…فأنت من للأتباع وَعَد…وللأحزاب زمجر وتوعّدْ…فبقيت وحيدا دون سندْ…لا عمّ رشودة لا مَنْ مِنَ المجلس تَجمَّدْ… لا حسونة ولا عبّو ولا مصطفى بن أحمدْ…
نظر إليه الرئيس وقال الشعب يا طبُوبي موجوع…وأنا مما قد يحصل “مفجوع”…وأخاف أن نصل بالبلاد إلى مرحلة الإفلاس و”الجوع”…ويشمت في جماعة الهاروني “المسبُوع”…وأيتام صاحب قولة “الكوع والبوع”…قال الطبوبي ضاحكا وقد تعرف نفس مصير “المخلوع”…وهذا أهمّ ما في الموضوع…ألست أنت المسموع…في خطابك أمام مجلس الوزراء “المقموع”…خاطب الشعب وقل له حقيقة الوطن المخدوع…والشعب الملسوع…وفشلك في كل ما وعدت من مشروع

قال الرئيس غاضبا أنتم على الوطن تتآمرون، ولإبعادي عن قرطاج تهدفون…ولإفشال مشروعي الثوري تخططون…وتشريك الفاسدين تشترطون…وعلى مقام الدولة تتطاولون…فلن أرضخ لكم ولشروطكم فأنا لست بمجنون…وبسقوطي لن تسعدوا و لا تفرحون…فأنتم على مقامي تعتدون…ولأهدافي تعرقلون…وطريقي تقطعون…وعلى طار “بوفلس” تشطحون…وقف الطبوبي وقال بصوت يشبه رنّة الأيفون “التحفون”…بالبهتة والخوف والرعب مشحون…أنا لست ممن يتآمرون…ولا ممن في سقوطك يرغبون…ولا أقبل منك خطاب الظن والمظنون…فأنا بحبّ ساحة محمد علي مسكون…وبركوب سيارتي “الباسّات” ممحون…وبالبقاء في القيادة أنا ومن معي مصرّون …مقدمون…وعلى قرار المحكمة الإدارية منتصرون

قهقه مولانا وقال أنت يا طبوبي بالبقاء موعود…ومن أتباعي مسنود…وأنت بالوفاء مشهود…ولن أنسى لك كل مجهود…لو ساعدتني على أن أجلب أكياسا من النقود…من صندوق النقد الدولي الحقود…أتركك مع “نجلوتة” لتُمضِي الوثائق حتى أعود… جلست “نجلوتة” وقالت ضاحكة ما رأيك في الرئيس الإنسان…ألم يخلصكم من “الطغيان” والمشيشي “الرهدان”…وأبعد عنكم عبو و”الإخوان”…وخلّصكم من مخلوف الفتّان… وعياض اللومي “السكبان”…ألم يعدكم بالخيرات بلا حسبان…ألا تريد أن تذهب معنا إلى بلاد الأمريكان…وتناقش معنا اللجان، وأعدك بالكتمان…سترى نيويورك وتصافح كريستالينا جورجيفا وبقيّة “الجدعان”…وستتمتّع برؤية تمثال الحرية وتمتّع نظرك بزينة النسوان…يا طبوبي يا فنّان

ضحك الطبوبي وهبّ واقفا منتصب القامة والأعضاء، وقال سأكون معكم في ائتلاف …وسأكون مع كل ما تفعلونه بلا خلاف…وسأعارض كل مؤامرات” الأجلاف”…وسأحارب كل من يعاملكم باستخفاف…وسنجعل من تونس في عهدكم جنّة رغم انحباس الأمطار والجفاف…ورغم الحقود والحسود و”الكُعلاف”…عاد الرئيس ضاحكا واحتضن الطبوبي وقال، سأشركك في تعديل الدستور وقانون الانتخاب…وسنتخلص من مجلس النواب…وسنغلق أمام خصومنا كل الأبواب…وسنلعب معهم “لعبة الحلاّب”…وسأسعد بالحكم معك بالشراكة، فمعك العيش سيُسْتَطَاب…وسنبعد عنّا “الخناب” و”الصبّاب”…والكذّاب…والقلاّب…وخرج الطبوبي يدندن أغنية : الصبّاب والكذّاب…والقلاّب

سلامة حجازي