ميشال عون لا يقبل أن يكون رئيس وزراء لبنان في وضع يتناقض مع الاتفاقات الدولية

وصف الرئيس اللبناني، ميشال عون، وضع رئيس الوزراء المستقيل، سعد الحريري، في السعودية بأنه : غامض
وجاء في بيان صادر عن مكتب عون أن « الغموض » الذي يكتنف وضع الحريري منذ إعلان استقالته الأسبوع الماضي : يجعل كل ما صدر ويمكن أن يصدر عنه من مواقف أو خطوات أو ما ينسب اليه، لا يعكس الحقيقة

وطالب الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم السبت 11 نوفمبر، المملكة السعودية بتوضيح الأسباب التي تحول دون عودة الحريري إلى بيروتmichel oun hariri liban

وأكد الرئيس اللبناني في تصريح صحفي، أن : لبنان لا يقبل بأن يكون رئيس وزرائه في وضع يتناقض مع الاتفاقات الدولية

وقالت مصادر رسمية في قصر بعبدا لصحيفة « الجمهورية » إن عون « كان واضحا وصريحا أمام مجموعة الدعم الدولية، وشرح لها الظروف التي رافقت الاستقالة مستغربا أن يتحدث إليه رئيس الحكومة السبت الماضي ويبلغه أنه لم يعد قادرا على تحمل الوضع وأنه سيكون في بيروت في غضون يومين أو ثلاثة أيام كحد أقصى، لكنه ومنذ ذلك الوقت لم يسمع صوته ولم يعد إلى بيروت

وذكرت صحيفة « الجمهورية » أن الرئيس اللبناني ميشال عون أعطى السعودية مهلة أسبوع لجلاء مصير سعد الحريري وعودته إلى لبنان قبل أن يبادر بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن

وقالت مصادر مطلعة للصحيفة إن الرئيس عون أبلغ الوفود الديبلوماسية التي يلتقيها أنه لن ينتظر أكثر من أسبوع لمعرفة مصير الحريري قبل أن يضطر إلى نقل الملف إلى المجتمع الدولي، وأن هناك استعدادات دولية لمساعدة لبنان في هذا المسعى، في إشارة ضمنية منه إلى استعدادت روسية وأخرى غربية

ورجحت وسائل الإعلام أن يكون رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، قيد الإقامة الجبرية في المملكة بعد تقديمه استقالته من منصبه مرغما من الرياض

واشنطن بوست تكشف

كشفت صحيفة « واشنطن بوست » تفاصيل جديدة عن تسلسل الأحداث، التي انتهت بإعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عن استقالته، معتبرة أن ما حدث بالحريري مرتبط بحملة الرياض ضد إيران

وفي مقال نشرته الصحيفة أمس الجمعة، كتب ديفيد إغناتيوس، استنادا إلى مصادر لبنانية وصفها بالمطلعة، أن وضع الحريري يشبه إقامة جبرية بمنزله في الرياض، مرجحا أن ذلك يندرج في سياق حملة ضغط سعودية على إيران وحليفها اللبناني حزب الله

تسلسل الأحداث.. قبل الاستقالة

ووفقا للمصادر، فإن القصة بدأت يوم الاثنين 30 أكتوبر، عندما سافر الحريري إلى الرياض لعقد لقاء شخصي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وذلك بحضور ثامر السبهان، مستشاره للعلاقات مع الدول العربية

وجرى اللقاء بشكل جيد، كما يقول المصدر اللبناني، وكان الحديث مؤكدا لاستمرار الدعم السعودي للبنان، بالرغم من هيمنة حزب الله على الحكومة التي يرأسها الحريري

وبعد عودته إلى بيروت في 1 نوفمبر، أطلع الحريري مجلس وزرائه على مجريات الزيارة، مؤكدا، بحسب المصادر، أن السعودية تؤيد فكرة عقد مؤتمر دولي في باريس لدعم اقتصاد لبنان، واجتماع آخر في روما لدعم جيشه، بالإضافة إلى مجلس سعودي لبناني مشترك لتشجيع الاستثمارات

وطمأن الحريري وزراءه بأن لبنان لن يكون في دائرة استهداف السعودية، بالرغم من ميل الأمير محمد إلى مواقف أكثر تشددا حيال إيران

وكان الحريري يخطط للعودة إلى الرياض، للاجتماع مع الملك سلمان بن عبد العزيز يوم الاثنين، 6 نوفمبر، ولكن الجدول تغير عندما تلقى اتصالا عاجلا من مراسم الأمير محمد يبلغه أن الأمير يريد الاجتماع به يوم الجمعة 3 من نوفمبر

ولم يتم لقاء الجمعة وظل الحريري منتظرا في بيته الفاخر بطريق التخصصي بالرياض، قبل أن يتم استدعاؤه حوالي الثامنة صباح السبت، وهو موعد مبكر للاجتماعات في السعودية، للاجتماع بالأمير محمد

بعيدا عن المراسم المعتادة، ذهب الحريري بسيارتين لا يرافقه غير حراسته الخاصة، واختفى تماما لعدة ساعات، حتى ظهر على شاشة التلفزيون، حوالي الساعة 2 بعد الظهر ليقرأ بيان استقالته

ومن اللافت أنه استخدم في تبرير الاستقالة لهجة عدائية تجاه إيران غير معتادة منه، كما أنه لم يستشر أيا من كتاب خطاباته المعتادين

وكالة « رويترز » تضيف

منذ لحظة وصول طائرة سعد الحريري إلى المملكة العربية السعودية يوم الجمعة الـ3 من نوفمبر كانت في انتظاره مفاجأة

وقالت مصادر مقربة من الحريري، بالإضافة إلى مسؤولين لبنانيين سياسيين وأمنيين: إنه « لم يكن هناك صف من الأمراء السعوديين أو مسؤولين حكوميين كما هو المعتاد لاستقبال الرجل كرئيس لوزراء لبنان في زيارة رسمية للاجتماع مع الملك سلمان ».

وأضافت المصادر: تمت مصادرة هاتف الحريري، وفي اليوم الثاني أجبر الحريري على تلاوة بيان استقالته من رئاسة الوزراء في بيان بثته قناة تلفزيونية يملكها سعوديون

المصدر:وكالات