أتحداكم أن تحددوا بمرجعية ثابتة ودقيقة ما هو الخطر الداهم الذي تصدت له حالة الاستثناء.. الذين يبررون انفراد قيس سعيد بقراراته واستبداده
بالحكم وعدم استجابته لمطالب الحوار الاجتماعي بحالة الاستثناء ليسوا قادرين على تحديد معقول بل حتى تحديد صريح وغير معمى وغير مبهم وغير هلامي لطبيعة الخطر الداهم الذي أجابت عنه حالة الاستثناء: ثمة فرق بين حالة الاستثناء و »نشل » الحكم، وخلع الأبواب، ثم الاستبداد بالسلطة. ومن العار على بعض المتفلسفين وفقهاء القانون الدستوري أن يتشدقوا مستقبلا بهذه الكلمة. إن حكم قيس سعيد لم يكن بموجب حالة الاستثناء وإنما بموجب إيهام بها ، ولا وجود لأي تحديد غير مرمرم لخطر داهم يبررها. لماذا لم يحدد قيس سعيد هذا الخطر الداهم؟ لأنه لو حدده لاضطر إلى العودة إلى الوضع الطبيعي بعد انتهائه .. طبعا : فمادمنا لم نحدد ماهو الخطر الداهم نكون في حلّ من الحكم بانتهائه .. حقا نحن أمام حالة ليس لها أي مثيل في التاريخ .. وعبثا ما يحاول بعض المفسرين الذين بات من الصعب حتى الاعتراف بنزاهة شهاداتهم العلمية إيجاد سوابق للحالة التونسية في أمريكا اللاتينية أو في غيرها
محمد أبو هاشم محجوب
في17 جوان 2022