حين أنهيت موعدي الإذاعي الأسبوعي مع الإعلامية القديرة دنيا الشاوش على القناة الدولية يوم الخميس، شعرت بغضب شديد وحسرة على ما آلت إليه تونس ومشروع الإفلاس الذي سوف يدمِّرها قريبا. الإشتباكات التي تحصل في شوارع تونس، الإستعمال المفرط للسلطة والعنف يُنبىء بتردٍّ للوضع لا تُحمد عقباه. وإستمعت بعد ذلك إلى سبر آراء محزن ومخيب للآمال عن نوايا التصويت في الإنتخابات المقبلة، كل هذا أرقني وطرد النوم من عيني، أنا التي لم أعد أنام إلا بعض السويعات المتقطعة والتي تُتعِبُنِي أكثر من أي شىء. وفي إستفاقة، إسترعى إنتباهي حديث تلفزيوني، فقررت مشاهدته طالما أبى النوم أن يزورني الليلة. كانت شهادة شابة رأيت في عينيها شجاعة وصمودا لم أرى مثلهما منذ زمن بعيد
كانت هذه الشابة تتحدى الإرهابين الذين أرسلوا لها برسالة تهديد بإغتيالها بطريقة أشنع من الطريقة التي إغتالوا بها أباها. سارة عوانية البراهمي، وجه الصمود التونسي للإرهاب في تونس وفي كل المنطقة، التي ببعض الجمل تزلزل عرش كل المرتزقة في تونس
حين رأيت هذا الصمود في عينيها وأنصت لنبرة صوتها القوية ولكن بدون تشنج ولا غضب ولا صراخ مفتعل، شعرت بفخر كبير وبإطمئنان أنه طلما هذا الوطن قادر على إنجاب بنات مثل سارة، فالوطن بخير! صمود عينيك يا سارة أعطاني قوة ودفعا وحزما للعشرين سنة المقبلة لأكمل المسيرة معك لإنقاذ الوطن
خديجة توفيق معلَّى