أوّل زيارة لدبلوماسي أميركي رفيع منذ أن تولى الرئيس جون بايدن السلطة
أدّى رئيس الاستخبارات الأميركية ويليام بيرنز، اليوم الخميس، زيارة إلى ليبيا، والتقى بالقادة المحليين لبحث الجهود المبذولة لحل الأزمة الليبية ومستقبل العملية السياسية والأمنية بالبلاد، وذلك في أوّل زيارة لدبلوماسي أميركي رفيع منذ أن تولى الرئيس جون بايدن السلطة
وقالت وسائل إعلام محليّة، إن المسؤول الأميركي التقى مع قائد الجيش الليبي الجنرال خليفة حفتر في مقرّه بالرجمة شرق البلاد، كما اجتمع برئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في العاصمة طرابلس
وقالت حكومة الوحدة في بيان، إن « الدبيبة استقبل بيرنز بديوان مجلس الوزراء في طرابلس، رفقة القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية والوفد المرافق له ».
ووفق البيان، حضر اللقاء وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش، ورئيس جهاز المخابرات حسين العائب، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة.
ونقل البيان عن بيرنز تأكيده خلال اللقاء « ضرورة تطوير التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين »، مشيدا بـ « حالة الاستقرار والنمو الذي تشهده ليبيا خلال الفترة الأخيرة ».
أما الدبيبة فقال: « الهدف هو استقرار بلادنا ودعمها دوليا من أجل الوصول للانتخابات »، وفق بيان الحكومة.
وفي لقاء آخر، اجتمع المسؤول الأمريكي مع حفتر، وفق وسائل إعلام ليبية مقربة من الأخير.
وقالت قناة « المسار » التلفزيونية وصحيفة العنوان، إن حفتر استقبل بيرنز « الذي يزور ليبيا لأول مرة » في مكتبه بالرجمة (بضواحي بنغازي شرق البلاد).
وفيما لم تذكر وسائل الإعلام تلك مزيدا من تفاصيل اللقاء، لم تعلق السفارة الأمريكية على الزيارة حتى الساعة 17:00 ت.غ.
وتشهد ليبيا أزمة سياسية تتمثل في تصارع حكومتين على السلطة الأولى يرأسها فتحي باشاغا التي كلفها البرلمان، والثانية يقودها الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد منتخب.
ولحل الأزمة أطلقت الأمم المتحدة مبادرة تقضي بتشكيل لجنة من مجلسي النواب والدولة للتوافق على قاعدة دستورية تقود البلاد لتلك الانتخابات لكن ذلك يسير بشكل متعثر.
ولم يتم الكشف عن أسباب الزيارة، لكن من المرجحّ أن تركز محادثات مدير الاستخبارات الأميركية مع القادة المحليين على الملّف السياسي وكذلك القضايا الأمنية والعسكرية، خاصة المتعلقة بمكافحة الإرهاب والجريمة، إلى جانب ملف النفط
وبيرنز من الدبلوماسيين الأميركيين الذين عملوا مع ليبيا منذ فترة نظام الزعيم الراحل معمر القذافي، حيث أشرف سابقا على عدة ملفات أمنية على علاقة بليبيا، عندما توّلى منصب وكيل وزارة الخارجية الأميركية خلال الفترة من 2008 إلى 2011
ومن خلال هذه الزيارة، تراهن الولايات المتحدة الأميركية التي تدفع باتجاه إجراء انتخابات في ليبيا في أقرب وقت ممكن، على الانخراط أكثر في الملف الليبي ولعب دور أكبر، من أجل إنهاء النزاع
وتأتي زيارة المسؤول الأميركي في لحظة فارقة تعيشها ليبيا، على وقع خلافات حول الحلّ السياسي، بالإضافة إلى وجود رئيسي وزراء يتنافسان على السلطة، وهو مشهد يوضح مدى صعوبة عملية توافق القوى السياسية في البلاد