حكومة المشيشي/الغنوشي ستُقطِّع أوْصَالَكم إرَبًا تقرّبا من صندوق « النكد » الدولي

بدأت حكومتنا في سلخ جلد هذا الشعب قبل ذبحه…واختار المشيشي الاستقواء على هذا الشعب المسكين بالتقسيط المؤلم …حكومة المشيشي لم تجد حلاّ لمشكلاتها غير اعتبار المواطن التونسي قطعة غيار لمشروع الإصلاح الذي تقدّمت به إلى صندوق « النكد » الدولي
المشيشي اختار قطع أنفاس الشعب بالتقسيط والذبح « قطرة قطرة » من خلال الزيادة في أسعار بعض المواد الأساسية خلسة ليلا…فماذا تريد حكومة المشيشي ورفاقه واصهارهم؟ هل جاءت هذه الحكومة لتوسيع رقعة الفقر، أم جاءت لمساعدة الشعب على الموت دون وجع

 حكومة المشيشي/الغنوشي غاب عنها أنها تأكل من جيب المواطن منذ ثلاث سنوات، وأنها تقتطع من مرتباته ما يكفيها لتغطية حجم الدعم الذي قررت إلغاء بعضه وتحويل بعضه الآخر إلى دعم موَجه

عليكم أيها التونسيون …يا قطع غيار الإصلاح القادم والمزعوم لعطب دولة أرهقها جهل وغباء حكومات ما بعد الرابع عشر من جانفي الأسود…جانفي الحزين…عليكم يا من جمعتكم حدود البلاد …وفرّقتكم الأحقاد…يا من جمعكم حبّ هذه الأرض وفرقكم الشتم وهتك العرض…يا من جمعتكم الأسباب وفرقتكم الأحزاب…عليكم أن تعوا جيّدا ماذا يريد منكم حكامكم اليوم …فحكومتكم قررت ذبحكم بسكين غطاه الصدأ…ليكون الوجع أكبر…والجرح أخطر…حكومتكم جاعت… بعد أن جوّعتكم …فقررت أن تأكل ما بقي منكم…حكومتكم سادتي تعاملكم كالقطيع…فبعد أن أفسدوا عليكم دينكم وهم من يعتبرون أنفسهم حرّاس الدين…وبعد أن خرّبوا المؤسسات…وأفسدوا الإدارات…وأطردوا وجمّدوا الكفاءات…أشعلوا نار الفتنة في وطن أطفأها منذ نصف قرن…أتدرون سادتي أن الدولة الأسوأ هي تلك التي يحكمها متطفلون…وأنتم اليوم تعيشون في الدولة الأسوأ…والدولة الأسوأ هي تلك التي يحكمها السذج والأغبياء…وأنتم اليوم يحكمكم السذج ويقرّر مصيركم الأغبياء…والدولة الأسوأ هي تلك التي يحكمها من استوطن صدورهم الحقد…وأنتم اليوم تعيشون في دولة الحقد …وفي ظلّ حكومة الحقد… ومؤسسات الحقد…والدولة الأسوأ هي تلك التي يحكمها من جاؤوا يبحثون عن ثأر قديم في شكل غنائم يوزعونها على بعضهم البعض…فهم لا يفقهون في شؤون الحكم…ولا شؤون تسيير الدولة…هم فقط يبحثون عن الثروة…والتربّع على عرش بقايا دولة…وسلطة تسمح لهم بالسكن في القصور…وركوب السيارات الفخمة…والسفر إلى دول التآمر… يتآمرون هناك على أوطانهم…فهؤلاء لا همّ لهم غير تقطيع أوصال البلاد…والكيد بالعباد…فماذا سيفعلون بكم في قادم الأيام والاشهر… حكومتكم جاعت…فلا عجب إن أكلت بعض شعبها…لتعيش هي ويموت شعبها…أقَرَأَ بعضكم قصّة الموظف الفقير الذي وقف قبل عيد الأضحى أمام الخروف الهزيل منتكس الرأس، مقوس الظهر، فارغ الجيب، فاشترى الخروف ذلك الموظف الفقير بعد أن تأثر به أيما تأثر…فهل ترأف خرفانكم بحالكم…أم تقطع الحكومة أوصالكم قربانا لصندوق « النكد » الدولي…

سلامة حجازي