إنْ عُدْتَ يا هشام قريسة، ولو خِفْيَةً، سأواصل فَضْحَك وسَلْخَ جِلْدِكَ النَّتِنِ بِالإبَرِ

مرة أخرى عن هشام قريسة ودواعش الزيتونة

الصدفة وحدها جعلتني أكتشف أن هشام قريسة ( الصورة أعلاه )  رئيس ما يسمى جامعة الزيتونة خصني بثلاثة أسطر في هجائية نشر منها جزأين على صفحته تحت عنوان « الوقاحة التي لا تنتهي » شتم فيها الأحياء والأموات ففيما يخصني جاء فيها ما يلي: « وأنس الشّابي خريج الكليّة الزيتونيّة، الناكص على عقبيه، ذو العُجب والخيلاء، الفارغ الوطاب، الكثير السّباب، المحرّف للخطاب، والمؤوّل للقرآن، بلا سند ولا برهان، حياته مضيعة، وشغله مسخرة، أوّل عمره همزٌ وآخره لمزٌ »، دون الدخول في مهاترات أو سباب وهو متيسّر ولكننا نترفع عنه لأننا نرى أنه ينحرف بنا عن تناول القضايا الحقيقية إلى سباب شخصي قد يرضي رغبة ذاتية في الانتصار ولكنه لا يتقدم بنا خطوة أقول

1) صحيح أن أنس خريج الزيتونة التي كان يدرّس فيها المبرورون المنعمون المرحومون شيوخنا وسادتنا الحبيب الهيلة وأحمد بكير والشيخ السهيلي والشيخ سلام والشيخ بن قمرة والصادق بسيس وغيرهم ولا علاقة له بما يسمى زيتونة اليوم التي هي في حقيقتها مدرسة حزبية تابعة لحزب التعويضات وصل فيها الأمر إلى حدود تسليم الشهائد إلى غير مستحقيها كما حدث ذلك مع عتيق والحمامي والمختار الجبالي المصنف من مناصري دواعش أبو عياض، أنس درس في الزيتونة التي أنجبت الطاهر الحداد وعلي جراد أوّل أمين عام للحزب الشيوعي التونسي والعفيف الأخضر المناضل والمثقف الذي ترك إرثا من الكتب والرجال الذي أثر فيهم ودرسهم في الجزائر إبان ثورتها وفي الفصائل الفلسطينية اليسارية هذه القامة التي تشرف بها تونس لم تسلم من بذاءة هشام كوكبة الزيتونيين الذين التحموا بعصرهم وبقضايا شعبهم ورفضوا الانصياع للإخوانجية لم تتوقف عند هؤلاء ولكنها امتدت لتشمل الهاشمي الطرودي ومحمد بن جنات وغيرهم والقائمة طويلة ولكن ما العمل لمّا نتعامل مع جهلة بتاريخ البلاد ورموزها
2) قوله الناكص على عقبيه سَفَه منه لأن النكوص هو الرجوع والردّة فكلية الشريعة وأصول الدين التي درستُ فيها كانت مؤسّسة علمية ولم تكن ناديا حزبيا كحالها اليوم، أما مواقفي السياسية فمعلومة منذ أن كنت في الكلية وفيما بعد في الصحافة هي نفسها لم تتغير إلا بما يقتضيه اغتناء التجربة وثراؤها، فاستعمال هشام لهذا اللفظ يحمل ضمنا تشيعه للإخوانجية حيث يعتبر أن المنتمي لِما يسمّى جامعة الزيتونة يجب أن يكون تابعا لحزب التعويضات وإلا وسم بالنكوص إذا ظهرت منه استقلالية في الموقف أو الرأي.
3) قوله الفارغ الوطاب فرية منه فبحمد الله تحصلت على الإجازة مصحوبة بجائزة رئيس الجمهورية الزعيم الحبيب بورقيبة وأصدرت 13 كتابا في اختصاصي وفي غيره كما دخلت معارك فكرية كثيرة كانت الكلمة الأخيرة فيها هي كلمتي ويذكر هشام أنه نشر ضدي مقالا في جريدة الصباح فرددت عليه ولكنه فضل الصمت واكتفى من الغنيمة بالإياب وهو ما حصل مع بعض المتنطعين من نحلته ووصل الأمر بأحدهم إلى تقديم قضية في لدى الشرطة
4) قوله: « المحرّف للخطاب، والمؤوّل للقرآن، بلا سند ولا برهان » لو كان الأمر كذلك لخرجتَ يا هشام للردّ علي وكشفتَ ما سميتَه تحريفا خصوصا وأنا لا أتوقف عن النشر حيث كتبت مسفّها ترهاتكم في خصوص الزكاة وصلاة العيد والجوامع والأوقاف وغيرها من المسائل ذات الارتباط بالفكر الديني ولكنك لا أنت ولا العصابة التي تروّج لك تجرأت على الردّ أو شككت في أي معلومة نشرتها إنك تصمت يا هشام لمّا يتكلم أنس لأنه ألقمك حجرا ولكنك تختطف الفرصة لتتهجم على عبيد خليفي لمجرد أنه كتب بعض الأسطر وكذا صنعت مع آخرين، أتدري يا هشام لماذا تختفي لمّا يحضر أنس؟ السبب في ذلك أن أنس يعرفكم ويعرف « حجيرات المخلة » التي توهمون الناس بها بأهميتكم، جاء في المثل العامي البليغ « ريض رانا دافنينو مع بعض » هذا إن لم أقل إني أسبقكم في معرفة الأجواء الزيتونية والإسلامية
5) أما قولك: « ذو العُجب والخيلاء،…، الكثير السّباب،…، حياته مضيعة، وشغله مسخرة، أوّل عمره همزٌ وآخره لمزٌ » فلا يستحق ردا لأنه يؤشر على الخلق الذي عليه رئيس ما يسمى جامعة الزيتونة وعلى المستوى الخلقي الرديء لمن يفترض فيه أن يكون مثالا لغيره من تلاميذ هذه الجامعة المنكوبة
هذا فيما يخصني، وإن عدت يا هشام ولو خفية في ثنايا مقال آخر لن أتوقف عن فضحك وسلخ جلدك النتن بالإبر

أنس الشابي