اتهمت روسيا التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بـ « مسح مدينة الرقة من على وجه الأرض » خلال القتال ضد تنظيم « داعش » الإرهابي
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية ،المدعومة من واشنطن، على الرقة الأسبوع الماضي، وأعلنت يوم الأحد أنها سيطرت بشكل كامل على حقل العمر، أكبر حقل للنفط في سوريا
وتشير الصور الواردة من الرقة إلى أن المدينة دمرت تماما، وقارنتها موسكو بالدمار الذي لحق بمدينة « دريسدن » الألمانية على يد قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية
وأكد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أنه حاول تقليل المخاطر بحق المدنيين بأكبر قدر ممكن
وقال محققو جرائم حرب تابعون للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن هناك « خسائر مذهلة في صفوف المدنيين » في الرقة
وقال نشطاء سوريون إن ما بين 1130 و1873 مدنيا قتلوا، وإن معظم ضحايا المدنيين سقطوا جراء الضربات الجوية المكثفة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والتي ساعدت في تقدم قوات سوريا الديمقراطية التي تضم ميليشيات كردية وعربية
وأوضح اللواء ايغور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أن الدمار الذي لحق بالمدينة يُذكر بالدمار الذي لحق بمدينة دريسدن الألمانية
وقال كوناشينكوف إن : الرقة لاقت نفس مصير دريسدن، التي محيت من على وجه الأرض عام 1945 بسبب القصف الإنجليزي-الأمريكي
وأشار إلى أن دول الغرب تسارع الآن على ما يبدو، لإرسال مساعدات مالية إلى الرقة كوسيلة للتغطية على الأدلة التي تشير لجرائمها في المدينة
وكانت قوات سوريا الديمقراطية أعلنت الانتصار في الرقة بعد قتال استمر أربعة أشهر من أجل استعادة السيطرة على المدينة من أيدي ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية، الذي كان يحكم المدينة منذ ثلاث سنوات
وأكدوا أيضا أنهم سيطروا على حقل العمر للنفط، الذي يمثل مصدرا كبيرا للإيرادات للمسلحي التنظيم
ويتركز القتال ضد مسلحي تنظيم « داعش » الإرهابي حاليا على آخر معقل لهم في محافظة دير الزور الشرقية
ويخوض الجيش السوري مدعوما بالقوة الجوية الروسية أيضا معارك ضد الإرهابيين المسلحين
أمور غريبة تحدث في مناطق سيطرة التحالف الدولي في سوريا
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن وجود تساؤلات لدى موسكو بشأن « النهج الأمريكي الجديد » في سوريا، ونوّه بحدوث « أمور غريبة » في مناطق سيطرة التحالف الدولي بقيادة واشنطن
وأكد عميد الدبلوماسية الروسية، أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم الاثنين مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في موسكو، أن روسيا طالبت الولايات المتحدة مرارا وعلى مستويات مختلفة بتحديد هدف عملياتها في سوريا، وكان دوما الجواب التقليدي :القضاء على داعش
في هذا الخصوص،قال لافروف : حين نسمع عن نهج أمريكي جديد يقضي بإنشاء أي مجالس محلية في أراضي جمهورية سوريا العربية السيادية، فإن ذلك لا يمكن ألا يستدعي تساؤلاتنا
وأضاف : غير مرة استقطب مسلحو « داعش »، أثناء تقدم الجيش السوري على مواقعهم، عناصر إضافية دون عوائق من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المدعومة من قبل الولايات المتحدة، وخاصة كانت حالات انسحاب « الدواعش » الجماعي من الرقة أثناء فترة محاصرة التحالف الأمريكي للمدينة
وأكد لافروف أن موسكو تبقى على اتصال وثيق على مستوى وزارتي الدفاع والخارجية مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتسوية السورية وتأمل في الحصول على توضيحات صريحة من قبل واشنطن بخصوص تساؤلاتها
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن السبت الماضي عن قرب إطلاق مرحلة جديدة في السياسات الأمريكية تجاه سوريا، ستتمثل بدعم القوات المحلية وخفض مستوى العنف وتوفير ظروف السلام في سوريا