سيدي الرئيس ، أنت الآن بالدستور المسؤول الأول على كل ما يجري

أيها الجانفيون … رجاء

تركنا لكم وطنا و دولة
فأبقوا على هذا الوطن و إحموا هذه الدولة رجاء
تركنا لكم نظاما و نواميس و اخلاقا
فأعيدوا هذا النظام رجاء … و أعيدوا نواميسه و كل ما يتطلب المجتمع من أخلاق 
تركنا لكم أمنا و إستقرارا 
فحافظوا على هذا الامن رجاء … فالحرية لا تكفي … أولى الحريات هي أمن الافراد – قال فولتير
تركنا لكم تونس تونسية … فحافظوا على تونسية تونس رجاء… استقلالا سياسيا و خصوصية حضارية…لا عثمانيين و لا خليجيين … الدمقراطية المستوردة تصبح تقسيما للبلاد ، و الارض الطيبة تصبح منصة للفساد و للاعمال المخربة 
ليست الحرية إذلال المسؤول ابدا … و لا هي إهانة الشرطي … و لا عنترية الاعلامي … الكذب جريمة و شتم الناس جريمة و هتك الاعراض جريمة و تعطيل الانتاج جريمة 
ايها الجانفيون 
تركنا لكم نموا ب 5 % على مدى 60 سنة 
تركنا دينارا عزيزا و فائضا ماليا كبيرا و لم نترك ديونا تكبل الاجيال .. و تركنا مع هذا تقارير دولية تشهد على ما حققناه لتونس من ارقام

اتهمتم من سبقوكم فالفساد دون استثناء و شيطنتم رجال الدولة و رجال الادارة و رجال الاعمال دون استثناء 
عرفتم اليوم ان الفساد الكبير لم يكن في السابق ، و من كانوا مؤتمنين على الدولة ليسوا شياطين … و اقتنع المواطن العادي، ذلك الذي يعيش من عمل يومه ، ان الدولة الوطنية كانت بحق دولة و ان من أؤتمنوا عليها كانوا انظف الناس
رجاء
إتركوا رجال الاعمال يعملون فهم محور الرخاء للجميع و الاستقرار المستدام و هم صانعو الامل في المستقبل 
حافظوا على أموال الدولة فهي ليست غنيمة … و قلصوا النفقات … و خففوا الادارة من وزن لن تمشي به بعيدا
ايها الجانفيون
تركنا لكم جوازات سفر تفتح لكم أبواب العالم بالترحاب … فأعيدوا الاحترام للتونسيين اينما حلوا رجاء
حافظوا على أثمن ما أنتجنا من الكفاءات الشابة في كل التخصصات … اذ هم قوة الاقتصاد و هم بناة الحضارة 
اليوم وضعتم البلاد في أزمة خطيرة يجب ان تحلوها … اخرجتم البلاد عن السكة فأعيدوها إلى السكة
في كل دساتير العالم ، عند كل ازمة ، رئيس الدولة يكون الوحيد المسؤول على الوحدة الوطنية و استمرارية الدولة 
النقاش اليوم لم يعد نقاش صلاحيات و تفاصيل و تفاسير ، و انما اصبح النقاش كيف ننقذ البلاد و كيف نخرج من العاصفة 
ازمة القسم ليست الوحيدة … و لن تكون الاخيرة… و هي ليست أزمة قسم و انما أزمة اعمق … لا تكتفوا بمعالجة الاعراض و عالجوا السبب الخفي 

سيدي الرئيس
انت الان بالدستور المسؤول الاول على كل ما يجري ، و انت المسؤول على وحدة البلاد و على استمرار الدولة 
كل شيء امامك معطل الان 
انت المنتخب مباشرة من الشعب و اليه يجب ان تعود 
إجمع مجلس الامن القومي ، إستمع الى الجميع ، لا إقصاء لأحد ، و بادر بإستفتاء الشعب و إعادة تنظيم البلاد على أساس جديد 
كل يوم يمضي نخسر فيه عشرات المليارات ، و يزداد فيه الفقر و ينتشر اليأس و يتعاظم الغضب و نقترب فيه من الخط الاحمر خط الوطن الواحد و المجتمع الهادئ
ايها الجانفيون رجاء 
لا تتمسكوا بدستور معيب غفر الله لمن وضعه ، و لا بنمط انتخاب أرهق عديد الدول قبلنا 
بين أيديكم أمانة دولة و أمانة وحدة و أقسمتم على ذلك 
ساعدوا الرئيس على تغيير الدستور و تغيير نظام الانتخاب … حتى تتوحد القيادة و تتضح الاغلبية و يعرف الشعب لمن يصوت و من سوف يقوده و بأية سياسات 
ايها الجانفيون
ما عندنا اليوم ليس ديمقراطية … ما عندنا اليوم هو فوضائية … لا تقوم على الحرية بل تقوم على العصيان … و الهاجس فيها ليس اختيار الافضل لسياسات افضل 
في هذا الوقت بالذات… كونوا رجال دولة لا تكونوا سياسيين … لا تفكروا في الانتخابات القادمة بل فكروا في الاجيال القادمة 
ايها الجانفيون
كانت الدولة الوطنية تنفق نصف ميزانيتها على الاطفال … تعتني بصحتهم و تحرص على تعليمهم لان الاطفال هم الاساس ، هم تونس القادمة … مثلما تصنعهم تصنع تونس 
فرجاء … كلما تخاصمتم في البرلمان، او في المنصات التلفزية ، او في أماكن أخرى ، ضعوا صورة ابناءكم أمام اعينكم 
أنظروا إليهم و هم يمرحون ببراءة … يدخلون المدارس دون معرفة المصير … يتجمعون في ساحات الكليات دون معرفة المصير … فكروا فيما تقدمون لهم من صور و أحلام 
لنا وطن واحد … و لنا مستقبل واحد 
رجاء … ترفعوا و إرتفعوا … فكلما ترفعتم و أرتفعتم عاليا ترون المشهد أفضل و يكون القرار أسلم 
رجاء … انظروا بمنظار التاريخ لما انتم فاعلون لتونس … و لما سوف يكتب عنكم الزمن فيما بعد 

أ.د الصادق شعبان