لك الله يا فلسطين

كنت أتابع منذ حين افتتاح الدورة الخامسة و السبعين لمهرجان « كان » السينمائي. و لم يكن من الصدفة أو الاعتباط أن امتزجت أهداف المهرجان الفنّية و الثقافيّة، هذه السنة، بهدف سياسيّ هو مناشدة السلم في العالم. و قد حملت كلمة رئيس لجنة التحكيم ( الصورة أعلاه ) هذا الهاجس السياسيّ فاستحضر في حضرة نجوم السينما الوضع المأسوي في أوكرانيا و لكنّه استحضر مع الوضع في أكرانيا أوضاعا مشابهة من مآسي الشعوب فاستشهد بالوضع في اليمن و بالوضع في دارفور و ظنّ بذلك أنّه رفع عن نفسه تهمة الانحياز إلى الحلف الأطلسي و التطاول على الاتّحاد السّوفياتي. و في الوقت الذي كنت آمل فيه من رئيس لجنة التحكيم شجاعة تُنطقه بالمظلمة الصهيونيّة على الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة في وقت ما يزال فيه دم شيرين أبو عاقلة ساخنا، جاءنا النقل المباشر من « كياف » كان رئيس أكرانيا فيه خطيبا في مهرجان « كان » السينمائي و كان السينمائيون و السينمائيات واقفين له مصفّقين إجلالا و مساندة

و هذا شاهد آخر على كيل الغربيين عذاب الإنسانية بمكيالين و شاهد مبطل لما يدّعيه الغرب دوما في حضرتنا من قيم العدالة و الحرّية و الموضوعيّة و الدّيمقراطيّة و غيرها و لكنّهم مع ذلك يعطون للعرب درسا موجعا في « الرجوليّة » و الانتصار لذوي القربى ممّا زخر به دين العرب و شعرهم و علمهم و توارثوه حبرا على ورق

الدكتور الهادي جطلاوي