غاب منذ يوم ممثلو الاخوان وتوابعهم (الكرامة وقلب تونس) وكذلك ممثلا كتلة الاصلاح والكتلة الديمقراطية عن اجتماع مكتب المجلس النيابي المخصص لمناقشة لائحة الدستوري الحر والتي فرض هذا الحزب ادراجها بعد لأي و التي كانت مخصصة لطلب تصنيف المنظمة العالمية للإخوان المسلمين كتنظيم ارهابي ; ان الامر بديهي من الفرع الإخواني ( جماعة رابعة ) في تونس ( النهضة) و من حلفائها فهم جزء من هذا التنظيم الدولي او في منطقه و تحت مظلته ولا يستغرب كذلك من جماعة عبّو والشعب لأننا لو بحثنا في الخلفية العقائدية للتنظيمين هذين ، رغم خطاب التضليل المعادي لإسرائيل والمنادي بالديمقراطية وحتى الحداثة ،أعرف أن مناضلين كثيرين منهم هم فعلا على هذه المواقف والقيم لكن الغالب فيهم لا يختلفون عن الاخوان وتنظيم القرضاوي في مرجعياتهم العقائدية والا كيف لا يبادرون بالتصديق على هذا المطلب ويتغيبون عن حضور اجتماع سيخوض في موضوعه !
اعتصام الغضب الذي ينظمه الحزب الدستوري الحر لحل الذراع العقائدي للإخوان ( الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ) في تونس هو في اسبوعه الثالث ويلقى التأييد من شرائح واسعة من التونسيين من عامة الناس ومن المثقفين والجامعيين بينما دعاة الديمقراطية والوطنية يديرون وجوههم عن مطلب تصنيف الاخوان تنظيما ارهابيا والحال ان دولا كثيرة صنفته كذلك و اخرى ( خاصة في اروبا واولها فرنسا) هي قادمة على ذلك التصنيف لأنها اقتنعت بالحجة و الدليل ان الارهاب الذي ضربها هو من جيوب الاخوان ومن ثمار عقيدتهم التي تقوم على التكفير وكره الاخرين والتحريض على بث دعوتهم و الجهاد في من تسميهم كفارا حتى وان كانوا من مسيحيين و يهودا فما بالك للمفكرين الاحرار واللايكيين
و تاريخ الاخوان منذ انبعاثهم سنة 1928 ليس فقط في مصر بل في العالم كله هو تفريخ للإرهاب اذ كل التنظيمات الارهابية في العالم من الجهاد الى القاعدة ودولة الخلافة وبوكو حرام و أنصار الشريعة …هي من مدرسة حسن البنا وسيد قطب والمودودي والقرضاوي… مؤسسي هذا التنظيم ومنظريه كلها تقوم على تقسيم المجتمعات بين مسلمين ( أي من هم على عقيدتهم) و »مرتدين » واقلهم » في جاهلية جديدة » و جرها للخلف و معاداة حقوق الانسان والمساواة بين المرأة و الرجل ولا ينكر ذلك الا جاهل بتاريخ هذا التنظيم الاصولي الارهابي او متورطا معه او ممولا منه عبر شبكة جمعياته الكثيرة و مؤسساته البنكية عبر العالم.
نحن في تونس اكتوينا ونكتوي من هذا التنظيم ومنذ خاصة قبضه على زمام الحكم في 2011 ، اكتوينا منه ومن مناصريه ، عنفا و تكفيرا وارهابا و تفليسا للدولة و للاقتصاد و تهديدا لمكتسبات مجتمعنا في المساواة و في التحديث التي ناضلت من اجلها اجيال من التونسيين
عدم تصنيف تنظيم الاخوان واجهزتهم و منها « الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين » الذي يكون الاتباع في تونس وتحت انظار الدولة و يضرب وحدة التعليم فيها و يكفر مجلة الاحوال الشخصية ومكتسبات المرأة التونسية هي تنظيمات ارهابية يجب منعها من بث سمومها في تونس وتتبع المنظوين اليها هو في اقلها غباء ممن يجهل تاريخ هذه المجاميع الخطيرة المهددة لأمن تونس و حتى العالم و في حقيقتها الساطعة خيانة للوطن و لأهله
الأستاذ عميره عليّه الصغير