رئيس جامعة الزيتونة الإخواني ، هشام قريسة ، يتطاول على الناس كذبا وافتراءا وبهتانا

 يخصص الإخواني هشام قريسة ، رئيس جامعة الزيتونة ،في تدوينة على صفحته الرسمية بالفايسبوك عنوانها « التابع الذليل » ب 6  صفحات كاملة لمهاجمة عبير موسي ، رئيسة الحزب الدستوري الحر ،عبر السيد هشام بن صالح المترشح لخطة إدارة تكوين الإطارات الدينية بوزارة الشؤون الدينية والتي تخشى حركة النهضة الإخوانية ان تفلت من ايديها نظرا لأهميتها في تكوين الأئمة والوعاظ

*******

بسم الله الرحمان الرّحيم وبه ثقتي وأستعين ولا عدوان الاّ على الظّالمين وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

خير ما أبدأ به قول المولى عزّ وجلّ في محكم التّنزيل « يا أيّها الذّين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبيّنوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين » صدق الله العظيم

قرأت بكلّ استغراب ما كتبه رئيس جامعة الزيتونة في صفحته وكانت بمثابة الصّدمة القويّة التي تلقّيتها لهذا المستوى الهابط والافتراء والكذب البواح لأنّ جامعة الزّيتونة تراّسها العديد من العلماء الأفاضل والشّيوخ الذّين لا يشقّ لهم غبار أمثال الشيخ الطّاهر بن عاشور والشيخ الفاضل بن عاشور، قرأت كلّ ما كتبه وأنا أترحّم على شيوخ مرّوا بالزّيتونة وتركوا أطيب الأثر و سجّلهم التّاريخ بأحرف من ذهب، بحروف لن تمحى مهما طال الزّمن وتنوّعت صروف الدّهر

قرأت وأنا ملتاع من رئيس جامعة ينزل الى الحضيض ليكتب في طالب ليس له غاية سوى تحصيل العلم والاستزادة من المعرفة

قرأت وأنا أشعر بالحزن والأسف الشّديدين لما آلت إليه الزّيتونة من انحدار في القيم عند البعض( وهم قلّة)، قرأت ويا ليتني ما قرأت هذه التّدوينة الصّادرة عن رئيس جامعة هي من أعرق الجامعات في عالمنا العربي والاسلامي، قرأت وأنا أدرك ادراكا تامّا السّبب وراء كتابة هذه التّدوينة حتّى لا ينساق من لا يعرف السّبب في كتابة التعليقات والتي حتما ستكون مجانبة للحقيقة – وسأفصح عن ذلك في الوقت المناسب-

قرأت وأنا أشكر العديد من أساتذة الزّيتونة الذين عبّروا عن دعمهم لي وفي نفس الوقت عن استنكارهم لما كتبه رئيس جامعتهم ويتبرّؤون من محتواه، قرأت ذلك الكمّ الهائل من الافتراءات والأراجيف والاتّهامات الباطلة وأنا كلّي اعتزاز بانتمائي إلى جامعة الزّيتونة التّي أفنيت شبابي بين مدارجها أطلب العلم وأستزيد منه حتّى يوم النّاس هذا، ولا ولن أنسى فضل شيوخها وأساتذتها الأجلّاء
-لقد عنونت تدوينتك بعنوان غاية في الدّقّة  » التّابع الذّليل » أعلملك سيّدي الكريم أنّي سليل الدّولة الوطنيّة التّي تستمدّ جذورها من روّاد حركة الاصلاح الوطني والدّيني أمثال الشّيخ عبدالعزيز الثّعالبي والزّعيم الحبيب بورقيبة وغيرهم وأتشرّف بأن أكون تابعا ذليلا لتلك المبادىء والمرجعيّة إلاّ أنّني في المقابل يمكن أن أتساءل في شأن من يتبنّى نصرة أجندات وافدة، فأيّنا التّابع الذّليل

-أفيدك علما أنني لست مستشارا دينيّا في الحزب وذلك تصحيحا منّي لمعلوماتك المتضاربة
-لقد كرّرت العديد من المرّات اتهامك لي باتّباع ( مولاتي )، وهذا لعمري ما يوحي بأنّ لك عقدة تجاه المرأة ومشاركتها في الحياة السّياسية
– أعلم الجميع بأنّي أتشرّف بالانتماء الى الحزب الدّستوري الحرّ وهو حقّ مكفول بالدّستور وهو ما عابه عليّ رئيس جامعة الزّيتونة
– انّ هذه الخصومة ليست سوى خصومة سياسية، اديولوجية مضمونها اختلاف الرّؤى حول النمط المجتمعي الذي يرتئيه كل طرف

– إنّي أتحدّى عاليا وعلى رؤوس الملأ رئيس الجامعة أن يثبت ولو حالة واحدة أنّي كتبت تقريرا واحدا في زميل من زملائي أو في إطار من الاطارات الدّينية طوال مسيرتي المهنية والله أوّلا والزّملاء والأرشيف شهود على ذلك

– لقد حشرتني في مناكفات سياسية رخيصة، وأضعت وقتا ثمينا في كتابة ستّ صفات في طالب علم كان الأجدر بك أن تقضيه في كتابة ما يفيد الاسلام والمسلمين وطلاّب العلم
– لقد خلطت – وما كان لك ذلك – بين طلبي للعلم – وهو حقّ دستوري – وبين وظيفتي بالوزارة وهذا لعمري يعتبر تدخّلا سافرا في شؤون الوزارة ما كان لك بحال من الأحوال أن تتدخّل فيه وان كان هناك من يجب عليه أن يتدخّل فلن يكون سوى السيّد أحمد عظّوم وزير الشؤون الدّينيّة وهو مرجع النظر والمسؤول الأوّل في الوزارة وكلّنا نعمل تحت إمرته، وأمّا بالنّسبة لوزارة الشؤون الدّينيّة فإنّي أكنّ لها كلّ الحبّ والتقدير فقد احتضنتني وعملت تحت ظلّها في شتّى المواقع وتربطني بكافّة إطاراتها علاقات التقدير والاحترام

– أشرت في تدوينتك أنّني عملت في ظلّ النّظام السّابق ولم يبلغ إلى علمي أنّك كنت من المعارضين له وإلاّ بما تفسّر انتدابك وترقّيك في ظلّه

وفي الأخير اقول بأنّي لن أنزل إلى مستوى السّبّ والشّتم أو تلفيق التّهم جزافا لأيّ كان لأنّ ديني يمنعني من ذلك والقيم الاسلاميّة السّمحة تأبى ذلك وأخلاق الإسلام ورسوله الأكرم صلّى الله عليه وسلّم تمنعني من الثّلب والكذب والمسّ من الأعراض أو من أقدار النّاس والنّزول بالأخلاق إلى مستوى لا يرتضيه ديننا متمثّلا قول الشّاعر أحمد شوقي
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم *** فأقم عليهم مأتما وعويلا
حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن ظلمنا

هشام بن صالح

بيان