الدكتورة آمال موسى تقول إنها فهمت خطاب قيس سعيد وتُفَكِّكه

إلى اليوم والحديث عن خطاب السيد الرئيس مازال يهيمن على النقاشات بين السخريّة والنقد. وهذا في الحقيقة مفهوم وله ما يبرره. ما أريد قوله هو أني أنا الوحيدة التي فهمت الخطاب وذلك ليس لأني عبقرية زماني بل لنقاط واضحة جدا هي: فهم رسالة الخطاب السياسي مشروط بمعرفة منتج الخطاب والإلمام بظروف إنتاجه أي السياق العام الذي أُنتج فيه الخطاب. وبالنسبة إلى خطاب الرئيس سعيد تكون الأولوية للسياق إذ يؤكد الخطاب التجاذبات وتشتت القرار والرؤية ويعكس أزمة في العلاقة بين الأطراف الثلاثة الشريكة في الحكم. وهذا معلوم منذ نتائج الانتخابات. ومعلوم أيضا منذ تشكيل الحكومة حيث التوافق والائتلاف وكل مفردات التقارب السياسي ضعيفة ومهددة بأي ريح غير عاتية. يضاف إلى هذا السياق أن السيّد الرئيس تنقصه الخبرة ويهيمن عليه الشعور بالريبة وهو رجل غير واقعي وغير براغماتي رغم أن الواقع يقول إنه رئيس الدولة التونسية والسياسة هي فن الممكن وعلم إدارة الواقع بأفضل ما يمكن. فالمشكلة ليست في اللغة بل في الأفكار والقرارات غير الواضحة وهذا مرده الواقع التونسي الصعب اليوم اقتصاديا وماليا الشيء الذي جعل القرارات مضطربة إذ الاقتصاد لا يسمح بالتوقف عن العمل والكورونا وبداية توسعها في تونس تحتم بقاء التونسيين في منازلهم. لذلك فإن خطاب الرئيس واضح وإذا صادفكم أي أمر غير واضح فتأكدوا بأن ذلك دليل وجود مشكل وأزمة وتأزم. الخفي في خطاب الرئيس أن الوضع برمته إشكالي. ونجح قيس سعيد في تلهيتكم بلغته وغموضه ولم يشغلكم بما يبعث فيكم الهلع…قولو الرئيس ما يعرفش الاتصال السياسي المضاد

الدكتورة آمال موسى