ألفة يوسف تثور عندما يمْسَحُ جامعيون على رأس الأفعى

أقرؤوا ما كتب الأستاذ محمد صلاح الدين الشريف، واقرؤوا تضامن بعض الأساتذة، من طلابه سابقا، مع الخوانجية، وأنتم تعرفون الفرق بين العزيز والذليل

قال استاذنا: ليست الجامعة دار ثقافة مفتوحة لكلّ المواطنين. مؤسّساتها مؤسّسات تدريس وبحث. ولن تستفيد الدمقراطيّة بتغيير وظيفتها العلميّة والتعليميّة. إن كانت الحرّيّة الأكاديميّة تعني في ما تعنيه أنّ للباحث الحرّيّة في أن يبحث في جميع المواضيع الممكنة، فهي تعني قبل كلّ شيء المسؤوليّة في الالتزام بالمناهج العلميّة الكلّيّة، والعمل تحت مراقبة الأخلاقيّات العلميّة والتعليميّة، وعدم التسيّب والتنازل أمام الضغوط الخارجة عن مقتضيات المعرفة العالمة. وأخطر هذه الضغوط، كما بيّنه تاريخ العلوم، مأتاها المعتقدات الدينيّة والنزعات السياسيّة. ومن واجب كلّ جامعيّ مدرّس أو باحث أن يعلّم المتعلّم كيف يتعامل مع المتديّن والسياسيّ بحزم واحترام.وعلى المتديّن أن يفهم أنّ الحقيقة العلميّة نسبيّة ولادينيّة، وأنّه لا وجود لحقيقة دينيّة قادرة على تعويض العلم في مهمّته المعرفيّة. وعلى السياسيّ أن يفهم حدوده وواجباته، فلا يتدخّل في سير المؤسّسة العلميّة التعليميّة وألا يستعمل دهاءه السياسيّ للتأثير غير المباشر في عملها. له الشارع وله السلط الثلاث وله هذه السلطة الرابعة المائعة السامّة والنافعة المسمّاة بالإعلام. فمن الغباء السياسيّ أن يقتحم بابا للدخول في مجال لن يكون له أبدا. فليترك العلم والتعليم لهؤلاء السذج من الباحثين والدارسين والمعلّمين والمتعلّمين.أمّا السياسيّ المتديّن فأخطر من سجّلهم التاريخ. هم الذين أحرقوا الكتب، وهم الذين أحرقوا العلماء والأدباء والفلاسفة وعذبوهم وسجنوهم. ومن واجب القائمين على المؤسّسة العلميّة والتعليميّة أن يقفوا في وجوههم، وألا يمسحوا على رأس الأفعى