صباح الخير.. ليلة البارح حاولت نرقد لكن عجزت.. إشارات كثيرة سيطرت على تفكيري وجميعها يدفع فيك إحساسا رهيبا.. كأنّ هناك أمرا يحاك في الظلّ.. قد يكون الهروب إلى الأمام.. قد يكون تسليم ناعم للسلطة إلى الغنوشي… احزاب سياسية تبيع وتشري في الطرح، لا مبادئ ولا هم يحزنون.. وماعاد حتى حزب يبعث فيك الاطمئنان، خاصّة أنّها صارت تشتغل بما يمكن أن تفهمه من سياسة أوروبا وامريكا مع الإخوان.. فالأفضل لبقائها رضا القوى الخارجية عنها.. وهالشعب لا يكوّن فيه.. منظمات المجتمع المدني كلّت وعيات وأصواتها بحّت .. والبعض منها اختار النزل لاجتماعتها..أخبار من هنا وهناك لوزير الداخلية بالنيابة اللي قلب الوزارة رأسا على عقب وما تزامن معها من عودة الظهور المفاجئ للإرهابيين بعد ما بات حسهم طيلة اشهر.. بلديات دخلت خانة التوافق وصارت صورة مصغّرة لما يحدث في مجلس الشعب.. الأسعار اللي شاعلة فيها النار.. مرتبات المتقاعدين اللي على كفّ عفريت.. والجميع يعلم أنّ هذه المرتّبات سادّة باب بلاء لكثير من العائلات اولادها بطّالة وتغطي مصاريفهم.. تخرج في الشارع يديك فارغة حتى لا يتوهّم النشالون أنّك حامل فلوس.. القيروان مثلا صارت مسرحا لجرائم الشواذ.. أدوية الأمراض المزمنة نحو النفاذ.. والمرضى تحت رحمة ربّ كريم ..ولد بوه كيفما يخبرنا الإعلام طلب اللجوء لعائلته من أردوغان.. أخبار من هنا وهناك عن عودة الإرهابيين سلّة سلّة، ودون ضجّة، من غير حديث عن مصيرهم وإجراءات الدولة.. شبابنا غارق في البحر بعدما باع اللي وراه واللي قدّامو.. محاولات الميليشية في الإعلام والمواقع الاجتماعية لتبكيت الأفواه ولا تتحدّث سوى عن الجميل المشرق..أمام كلّ هذا صورة واحدة مشرقة هي للنهضاويين اللي يعيشوا بعيدا عن مشاكل هذا الشعب.. يخطّطوا للمستقبل، ويعقدوا في اجتماعات متتالية لمستقبل مشرق.. يبدو في الأخير أنّ سياسة الترويم بدات تظهر.. وكش مات تونس في أحضان الخوانجية تبات وأمام أعيننا
الدكتورة نائلة السليني