وزير خارجية آل سعود عادل الجبير يقول إنّ لبنان « لن ينعم بالسلام » إلا بنزع سلاح حزب الله، ويتهم الحزب باختطاف الدولة اللبنانية وعرقلة عمل الحكومة، حسب تعبيره
قال وزير خارجية آل سعود عادل الجبير اليوم الجمعة إنّ لبنان « لن ينعم بالسلام » إلا بنزع سلاح حزب الله
وشدد الجبير في مؤتمر صحفي مع نظيره الإسباني من مدريد على أنّ حزب الله « وضع العراقيل » أمام رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري و »ارتهن النظام المصرفي لأنشطته » حسب تعبيره
واتهم الجبير حزبَ الله « باختطاف » الدولة اللبنانية والنظام المصرفي، وبإعاقة عمل الحكومة، « وبتهريب الأموال والمخدرات »، مؤكداً على ضرورة « منع الحزب من العمل خارج إطار القانون » داعياً إلى : أن يتخلّى عن سلاحه ».
ولفت الجبير إلى أنّ المملكة « دعمت وتدعم الحريري المستقيل »، مضيفاً أنّ الرياض « كانت داعماً دوماً للبنان ولاتفاق الطائف » وكل القرارات الدولية التي شجعت لبنان على العودة للساحة الدولية
وأشار وزير خارجية آل سعود إلى أنّ : السعودية من أكبر المانحين للبنان ولدينا جالية كبيرة في لبنان وعدد كبير من رجال الأعمال اللبنانيين الذين يعيشيون في السعودية
وكان الجبير قد هاجم أمس رئيس الجمهورية ميشال عون واصفاً تصريحاته بال »باطلة »، متهماً حزب الله بـ « عرقلة » العملية السياسية في لبنان
وكشف في مقابلة له مع وكالة رويترز، عن مشاورات تجريها الرياض مع « الحلفاء » بشأن « وسيلة الضغط » لنزع سلاح « جماعة حزب الله اللبنانية »، التي قال إنها فرع للحرس الثوري الإيراني ، مضيفاً أنه : سيكون هناك قرار في الوقت المناسب
سيادة البلاد ووحدته غير خاضعة للبيع أو الشراء أو للصفقات
أكد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الجمعة أنّ ما حدث مع رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري أمر غير مسبوق ويمس بكرامة اللبنانيين ويعد تدخلاً خارجياً في الشأن اللبناني
كلام باسيل جاء خلال مؤتمر صحافي في روسيا، عقب لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف، وقد أشار إلى أنّ ما حدث في لبنان يطال السلم والأمن الدوليين لذلك هناك اهتمام كبير من المجتمع الدولي
وفي هذا الإطار، شدد على أنّ لبنان « سيرد على أي محاولة للتدخل الخارجي »، موضحاً أنّ : سيادة البلاد ووحدته غير خاضعة للبيع أو الشراء أو للصفقات التي قد يسعى إليها البعض
وتابع باسيل : نحن نرفض أي تدخلات لأي دولة في الشؤون الداخلية للبنان
وردا على سؤال عن « حزب الله »، قال وزير الخارجية اللبناني: حزب الله بالنسبة إلى لبنان هو حركة مقاومة تجاه العدو الإسرائيلي، حرر الأرض، ومقبول به من اللبنانيين ومن الحكومة اللبنانية للدفاع عن لبنان في وجه إسرائيل، وفي وجه الإرهاب الذي يعطي الشرعية لكل اللبنانيين لمواجهته، لأنه يتسلل إلى العقول والنفوس والأحياء والقرى. وبفضل هذه المقاومة الشعبية العارمة، لم يجد الإرهاب موطئاً له في لبنان، هذا هو حزب الله بالنسبة إلينا. وما يُقال عن أدوار أخرى خارج هذا الإطار فموقف الحكومة اللبنانية واضح، هي لا تريد التدخل في شؤون الآخرين، ولا تريد الأذية للدول الشقيقة والصديقة للبنان، ولا تقبل بأن يمسّ أي بلد بسوء متأتّ من لبنان أو من اللبنانيين
ويأتي كلام وزير الخارجية اللبناني رداً على نظيره السعودي عادل الجبير الذي قال في مؤتمر صحفي أمس الخميس إنّ : حزب الله منظمة إرهابية وأداة بيد إيران وهو سبب المشكلة في لبنان » وتساءل ما إذا كان حزب الله حزب مقاومة « فلما يحارب مع الحوثيين في اليمن ويقاتل في سوريا؟
باسيل أضاف خلال مؤتمره الصحفي « اخترنا الاتصال من بيروت عبر رئيس الجمهورية بجميع السفراء المعتمدين لشرح ما حصل كما قمنا بجولة أوروبية
ونوه إلى أنّ المطلوب هو « عودة الحريري إلى لبنان من دون أي تقييد لحريته ليتخذ القرار الذي يراه مناسباً » وهو ذهب إلى السعودية كمسؤول لبناني وليس كمواطن سعودي وتنطبق عليه هنا القوانين الدولية، وبعودته إلى بلده لبنان « نكون قد ثبتنا سيادة دولتنا ولكن يجب دائماً أن نحتاط مما يحضّر لنا »، مضيفاً أنّ الصفة التي يتمتع بها رئيس الحكومة تعطيه الحصانة الدولية الكاملة
نريد علاقات ممتازة مع السعودية.. ونحذّر من إدخال لبنان في دوامة من الشلل الاقتصادي
وبحسب باسيل فإنّ : ما يخطط له هو إبقاء لبنان في دوامة من الشلل والفراغ الاقتصادي
وشدد على أنّ استقرار لبنان هو أولوية من خلال الوحدة الوطنية حتى لو اضطر الأمر لعزل من يحاول المسّ بهذه الوحدة، مشيراً إلى أنّه يجب الاستمرار في المسار الذي يعزز قوة لبنان : لأن المخططات الخارجية ستبقى مستمرة لاستهدافه
كما نوّه وزير الخارجية اللبناني إلى أنّ الدول التي زارها مهتمة باستمرار أمن لبنان واستقراره لأنهم يرون أن إضعاف لبنان هو « إضعاف لهم »، على حد تعبيره
وشدد باسيل على أنّ لبنان ما زال يريد « علاقات ممتازة مع المملكة » ولذلك لم يلجأ إلى « التصعيد الدبلوماسي » على حد تعبيره
وحول وجود معلومات تفيد بتهديد أمن رئيس الحكومة اللبناني، رد باسيل بالقول إنّ الأجهزة الأمنية نفت ذلك
وزير الخارجية اللبناني، لفت أيضاً إلى أنه : لا يمكن أن يعمل بعض الأفرقاء على توتير الأمن ومن ثم مطالبة لبنان بالأمن
وذكّر باسيل بأنّ لبنان أحبط عمليات إرهابية وفكك خلايا أمنية وطرد داعش وكان أول بلد في المنطقة حرر أرضه من الإرهابيين، بحسب باسيل الذي دعا إلى الوحدة الوطنية والمعني بالمحافظة عليها الآن هو الحريري عندما سيعود إلى لبنان