ليبيا : بعد لقائه بالإخواني راشد الغنوشي ، عبد الباسط اقطيط يُعِدّ لمظاهرة تثير الفوضى بطرابلس

أعلنت غرفة عمليات طرابلس عن انتشار أمني مكثف في شوارع العاصمة، لضمان منع أي تظاهرات قد تنظم اليوم بدعوة من المرشح السابق لرئاسة الوزراء الليبية terroriste libyenعبد الباسط إقطيط

وأوضحت الغرفة في إيجاز منشور على صفحتها في « فيسبوك » أنها رصدت تحركا عسكريا ضخما للواء السابع ( الكانيات ) مدعوما من الحرس الوطني الذي يقوده خالد الشريف عضو الجماعة المقاتلة، وهو جهاز تابع للمؤتمر العام، وأوضحت أن الحشد تم مساء أمس الأحد في منطقة قصر بن غشير

واتخذت الإجراءات الأمنية المكثفة في طرابلس تلبية للأوامر الصادرة عن وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بناء على قرار مديرية أمن طرابلس بمنع تظاهرة اليوم الاثنين التي دعا إليها المرشح السابق لرئاسة الوزراء عبد الباسط اقطيط

وحمّلت مديرية الأمن كل من يحاول التجمهر في أي مكان داخل العاصمة مسؤولية مخالفة القانون وتعريض نفسه للاعتقال والمساءلة القانونية

وأكد فرع الأمن المركزي في منطقة أبو سليم بأن العاصمة لن تشهد اليوم مظاهرات تثير الفوضى و تزعزع الأمن، ونشر مقطع فيديو يظهر عناصر أمن منتشرين في شوارع المدينة

من جانبه، ذكر جهاز البحث الجنائي أن مقر المصرف المركزي ومصارف وسط طرابلس ومؤسسة النفط ومقرات الشركات من بين الأهداف المعرضة لمخطط الفوضى والنهب من قبل من وصفهم بـ »المخربين المجرمين » بقيادة بقايا سرايا الدفاع الفارين من بنغازي

وأفادت غرفة عمليات الداخلية بأن ميدان الشهداء مغلق أمام الأفراد والمركبات منذ منتصف ليل أمس وحتى إشعار آخر، مؤكدة بأن جميع الوحدات التابعة للوزارة ملتزمة بتنفيذ قرار منع التظاهر، ودعت المواطنين إلى التقيد جدياً بما صدر عن مديرية أمن طرابلس حفاظاً على أمن المدينة

من هو عبد الباسط اقطيط الذي يدعو لتظاهرات طرابلس؟

ولد عبد الباسط اقطيط عام 1970 وهو من قبيلة الحاسة، وكان والده موظفا في جامعة قاريونس، وخطيب الجمعة في مسجد السريتي، وفقًا لموقع « أخبار ليبيا اليوم ». هو رجل أعمال ليبي، حصل تعلم في الغرب وحصل على الجنسية الأمريكية، وفقًا لصحيفة « الشرق الأوسط » التي تقول إنها ربما يتم إعداده ليكون أول رئيس لليبيا. وتحدث اقطيط عن المظاهرة التي يعتزم تنظيمها بالقول: لقد سمعنا أصواتكم المليئة بالتهديد والوعيد وسوف تسمعوا أصواتنا الصارخة في وجه الظلام

وكشفت وكالة الأنباء الليبية التابعة للحكومة المؤقتة عن لقاء سري جرى في تونس بين إقطيط وعدد من قيادات التيار الإسلامي في ليبيا، برعاية رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي  ( الصورة أعلاه ). ضم الاجتماع زعيم حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان الليبية، محمد صوان، وقياديين آخرين من الجماعة والجبهة الليبية المقاتلة، وهدف الاجتماع إلى حشد الدعم لتحرك اقطيط. ومنذ أطلق اقطيط حملته التي يقول إنها مدعومة أمريكيًا للتغيير في ليبيا؛ غازل الإسلاميين مرارًا، حيث أعلن دعم ما يسمى « مجاهدو درنة »، رغم أن الإسلاميين أنفسهم، وخصوصا جماعة الإخوان المسلمين وراء إسقاط إقطيط غداة ترشحه لرئاسة الحكومة لصالح علي زيدان في 2012، وأخرجوا مظاهرات تندد به وتتحدث عن علاقته بالمخابرات الأمريكية والإسرائيلية خصوصا وأن زوجته تحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية

وتدور شكوك بشأن علاقة هذا الرجل الحالم، مع دولة قطر، ومع جماعات مسلحة متطرفة في الداخل الليبي، لكن اقطيط نفسه يقول لـ »الشرق الأوسط » إن هذا ليس صحيحًا على الإطلاق، مشيرًا إلى أنه ضد الوجود القطري في ليبيا وضد وجود أي دولة في ليبيا ». ويضيف: أنا ضد أي مجموعة، أو تيار، أو حراك ولاؤه ليس للوطن. وأي مجموعة تأخذ تعليماتها من جهة خارجية، سواء كانوا إخوانا مسلمين، يأخذون تعليماتهم من المرشد… سواء كانوا الجماعة المقاتلة التي تأخذ تعليماتها من الخارج، أو سواء كانت حركة تأخذ تعليماتها من أي شيخ أو إمام من خارج ليبيا. أنا لست مع هؤلاء

ويعتقد البعض أن اقطيط مدفوع من الولايات المتحدة لإحداث حراك في الشارع، من أجل حث الأوروبيين والأطراف الدولية الأخرى على التوحد لحل الأزمة الليبية، إضافة إلى قراءة توجهات الشعب الليبي في الوقت الحالي

ولا يخفي إقطيط العلاقة التي تربطه بالولايات المتحدة والغرب. ويقول للشرق الأوسط: لي علاقة بالحكومة الأمريكية، وتربطني علاقة طيبة، وصداقة، مع حكومات عدة، أو مع جهات أوروبية عدة، ومع سياسيين أمريكيين. نعم هذا شيء أفتخر به. لكني لم أطلب من جهة معينة أن تحميني

عبد الباسط إقطيط الذي توعد منتقديه بمدّ اليد لهم، والذي يصر على إقامة مظاهرة في ساحة الشهداء في طرابلس يوم الاثنين لإسقاط المجلس الرئاسي الذي يقوده فايز السراج، يدعو للحيرة بالفعل، فلا أحد يعرف على ماذا يستند. ويجازف صحفي ليبي بالقول: إقطيط.. ظاهرة تلفزيونية

لكن بعض الحيرة قد يتبدد حين يتضح “أن الكاوبوي الليبي الأمريكي” الذي يهدّد بمنازلة فايز السراج في عقر داره وعرين ميليشياته، غازل الإسلاميين المتشددين ” أعداء الأمس” طويلاً، ونسج علاقات معهم، لدرجة أن “خليفة الغويل” رئيس ما يسمّى حكومة الإنقاذ غير المعترف بها دولياً تعهد بتسليمه السلطة، بل أن راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة في تونس نصح الإسلاميين في ليبيا : بدعم إقطيط كشخص يمكنه ربط الانقسامات في ليبيا و الانخراط مع الغرب

لكن إقطيط يعلم أيضاً أن المجتمع الدولي داعم للاتفاق السياسي ولحكومة الوفاق، وهو ما تم التأكيد عليه في الأمم المتحدة قبل أيام، ولن يقبل بإحداث تغيير جذري عبر “ثورة” كما سمّاها إقطيط في رسالته المكتوبة بخط اليد

والذي يقلص من فرص إقطيط أن واشنطن “الضنينة” باتخاذ موقف واضح مما يجري في ليبيا منذ فوز الرئيس دونالد ترامب، أكدت يوم أمس عدم دعمها للأفراد الذين قالت : إنهم يسعون إلى الالتفاف على العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في سبيل تحقيق الحل السياسي في ليبيا

المصدر: المرصد و روسيا اليوم