عقدت راضية بعلة حمة ندوة صحافية هدّدت فيها بإضراب جوع إن لم تعد الحماية الرئاسية اللصيقة وسياراتها رباعية الدفع إلى بعلها، واللافت للنظر أن الحماية الرسمية اليوم تشمل كل من هبّ ودبّ بحيث أصبحت نوعا من الوجاهة الظاهرية يدفع ثمنها المواطن من قوته ومن عرقه بحجة حماية بعض الأفراد، المتأمل في اغتيالات الإسلاميين يلحظ أنها تستهدف نوعين
1) المسؤولون الرسميون الذين لهم علاقة بمواجهة الإرهاب أو يحتلون مواقع أولى في سلم التشريفات فلو أخذنا مصر لوجدنا أن الذين اغتيلوا أو تعرضوا للاغتيال هم رئيس مجلس الشعب وزراء الداخلية والقادة الأمنيون والقضائيون وذلك بهدف إرباك الأجهزة الأمنية أو إحداث شلل مؤقت في السلطة باغتيال رئيس الجمهورية، باستثناء هؤلاء لم نسمع أن الإرهاب استهدف وزير الصناعة أو الرياضة أو الطفولة أو رئيس حزب معارض
2) القيادات الفكرية والسياسية التي لعبت دورا في فضح الإرهاب وكانت لها مواقف حاسمة في مقاومة التطرف كالشهداء فرج فودة ومهدي عامل وحسين مروة وغيرهم من طيبي الذكر رحمهم الله
فهل يقع حمة ضمن هذين الصنفين، بالطبع لا فلا هو بالمسؤول الرسمي ولا هو بالمفكر أو صاحب الرأي الذي يحسب له حساب في سوق الرأي العام، حمة قدم من الخدمات لمونبليزير ما لا عد له ولا حصر وبيان ذلك
1) شارك في رفع الحصار عنهم ومكنهم من الولوج إلى ثنايا المجتمع المدني وما هيئة 18 أكتوبر وإضرابها عن الطعام في شهر رمضان إلا المثال الأوضح والبين
2) كان حمة الصوت الذي لم يمل النباح من أجل مجلس تأسيسي جديد يلغي القديم بما فتح الأبواب للإخوانجية حتى يتمكنوا من السلطة لأنه لم تكن هنالك قوة قادرة على مواجهتهم
3) دعا حمة إلى حل التجمع وسجن قياداته ووفق ما بلغني كان من بين المساهمين في تدمير أجهزة الأمن صحبة ابنة صدرين في عهد سيء الذكر الراجحي وهو ما ساعد على إضعاف الأجهزة الشعبية والرسمية ومكن من استحواذ فرع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في مونبليزير على السلطة بيسر وسهولة
4) في الانتخابات الرئاسية لسنة 2014 مكنه جماعة مونبليزير من الأصوات المطلوبة لصحة ترشحه تشتيتا للأصوات المناهضة لهم
5) بعد الإعلان عن نتائج انتخابات 2014 تبين أن الباجي كان ينوي عقد تحالف مع النهضة عندها أصرّ حمة على إنجاح خطة المذكور بامتناعه المطلق عن المشاركة في الحكومة فهو بهذا الموقف ساعد على قيام التحالف الموبوء تحت غطاء معارضة وهمية
بعد كل هذا أجزم أن الإرهاب الديني لن يفكر في استهداف حمة بتاتا لأنه لا يمثل خطرا أو تهديدا لوجودهم فضلا عن أنه اليوم أصبح أضحوكة هو وبعلته لدى الخاص والعام
أنس الشابي