وزير الشؤون الخارجية في مدريد: العملية الديمقراطية التي عرفتها تونس هي نتاج تجربة فريدة من نوعها في المنطقة قادها الشباب التونسي دون خلفيات دينية أو أيديولوجية
ألقى وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي مساء الاثنين 14 جانفي الجاري، محاضرة في المعهد « الملكي الكانو » بمدريد وذلك على هامش زيارة العمل التي يؤديها إلى إسبانيا بدعوة من نظيره الإسباني
وتطرق وزير الخارجية إلى تطور مسار الإنتقال الديمقراطي في تونس ما بعد الثورة، مشيرا إلى أن العملية الديمقراطية التي عرفتها تونس هي نتاج تجربة فريدة من نوعها في المنطقة قادها الشباب التونسي دون خلفيات دينية أو أيديولوجية
وإستعرض الوزير المراحل التي قطعتها تونس على درب الإنتقال الديمقراطي وما أنجزته من خطوات هامة في هذا الخصوص على غرار سن دستور جديد يكرس قيم الحرية والديمقراطية والمساواة بين الجنسين ونجاح تونس في تنظيم إنتخابات تشريعية ورئاسية سنة 2014 وإجراء أول انتخابات بلدية حرة ونزيهة سنة 2018
وأشار وزير الشؤون الخارجية أن التجربة الديمقراطية في تونس أثبتت بأن الإسلام والديمقراطية يمكن أن يتعايشا وأن نجاح وتفرد النموذج التونسي لا يعد مفاجأة بالنظر إلى تجذر الفكر الإصلاحي والتحديثي في تونس منذ منتصف القرن التاسع عشر ونجاح دولة الإستقلال في تحرير المرأة وإقرار المساواة بين الجنسين و الإستثمار مبكرا في التعليم والصحة والتنمية البشرية
وشدد وزير الخارجية على أن تونس أظهرت مرونة ومثابرة في مواجهة تحديات الانتقال الديمقراطي، ولكن الطريق أمامها لا تزال صعبة في ظل وجود تحديات إجتماعية وإقتصادية عدة على غرار تشغيل أصحاب الشهائد العليا وتحقيق التنمية الداخلية وإستعادة نسق النمو الإقتصادي
وخلال تطرقه إلى الوضعيين الدولي والإقليمي، أشار وزير الخارجية إلى تطورات الوضع في ليبيا، مذكرا بجهود تونس لدفع التسوية السياسية الشاملة في هذا البلد في إطار مبادرة سيادة رئيس الجمهورية. كما تطرق الوزير إلى المواعيد الدبلوماسية الهامة التي ستحتضنها تونس على غرار الدورة الثلاثين للقمة العربية في مارس القادم بهدف تعزيز العمل العربي المشترك والإستجابة للتحديات الهامة التي تعرفها المنطقة. من جهة أخرى، أكد وزير الشؤون الخارجية إلتزام تونس باحترام القانون الدولي والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق منظمة الأمم المتحدة، في إطار استعدادها للانضمام إلى مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم في سنة 2020
وأكد الوزير أهمية دفع الشراكة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، مشيدا بالدور الهام الذي لعبته اسبانيا في إطلاق مسار برشلونة سنة 1995، معبرا عن امتنانه لإسبانيا على دعمها الثابت لتونس داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي والتطلع إلى مزيد تعزيز المصالح المشتركة التي تجمع البلدين في شتى المجالات