نرجو أن يَفهَمَ القضاء عندنا أنْ لا حقَّ في الحياة لمن لا يؤمن عمدا وإضْمارا بحق غيره في الحياة

شابّ تونسيّ ذو مستوى جامعي لكنه مصاب بلوثة الهوس الديني الذي أفسد به المهووسون بالدين في تونس دماغه، يخرج من منزله صباحا مصطحبا سكينا حادة وهو يريد قتل من ibrahim ben mrad tunisie universitéيستطيع من رجال الأمن المسلمين مثله طمعا في دخول الجنة والفوز بالحور العين ، وتكون نتيجة هوسه موتَ رائد وجرح نقيبهكذا زيّن له سوءَ عمله الأئمةُ والدعاةُ المنفلتون المحتمون بهيمنة الإسلام السياسي المهووس دينيا على البلاد وينبغي أن نعترف بأنه لولا وجود الإسلام السياسي في البلاد لما وُجِدَ فيها هؤلاء المهووسون دينيا وبأن البلاد لا يمكن لها أن تخلص من هذه الجائحة الخطيرة إلا بالخلاص من الإسلام السياسي مهما تكن التسميات التي يتَسَمّى بها ومهما يكُنْ حظّه من الديمقراطية، إذ الإسلام واحد وهو علاقة خاصّة متينة عميقة بين المؤمن وخالقه وليس لإنسان أن يكون وسيطا بينهما وأن يفرض على إنسان آخر نظرته هو إلى الدين وليس لمتديّنٍ أن يدّعي أن مُعْتَقَدَهُ أصحّ من معتقدات غيره وأن يُرْغِم الآخرين على اتباع ما يراه هو صوابا وأن يَنْصِبَ الخيمات الدعويّة تحت أي مُسَمًّى كان ليَدْعُوَ الناس إلى اتّباعه

لقد كانت تونس بخير قبل أن يطرأ عليها الطارئون من الفجاج البعيدة والقريبة ويَرفعَهم السُّذّج والواهمون والمُهيَّؤون للإصابة بأعراض الهوس الديني إلى السلطة فلم يتقوا الله في البلاد والعباد بل اعتبروها غنيمة سيقت إليهم وعُنُوا بالتمكين لأنفسهم وكان من وسائل التمكن تنشئة المهووسين ورعايتهم، وما موت الرائد وجرح النقيب في ساحة باردو إلا نتيجة لما أنشؤوا. رحم الله الرائد رياض بروطة رحمة واسعة، ونرجو أن يَفهَمَ القضاء عندنا أنْ لا حقَّ في الحياة لمن لا يؤمن عمدا وإضْمارا بحق غيره في الحياة

الدكتور إبراهيم بن مراد

*****

توضيح فكريّ olfa youssef universitaire tunisie

جلّ من يعرض لمسألة الإعدام يعرض لها من منظور انفعاليّ أو ديماغوجيّ
يمكن أن يفكّر المرء في المسألة يهدوء دون أن يكون له موقف قطعيّ يدّعي أنّه مقدّس
صحيح أنّه عبر التاريخ تمّ إعدام أبرياء، وصحيح أنّ عقوبة الإعدام لا تزجر بالضّرورة. لكن ما ينساه البعض أنّ هدف الإعدام ليس الزّجر بالضّرورة
الهدف هو إلغاء عضو مريض دون تشنّج ولا كره…بالضّبط مثلما يقطع الطّبيب العضو المسرطن من الجسد في هدوء وبرود
المجرم الّذي يرتكب جريمة قتل بدم بارد شخص مريض اجتماعيّا لا معنى لأن نصلحه لأنّه لن يُصلح، ولا معنى لأن تنفق المجموعة الوطنيّة عليه، إذن رحيله حياة للملايين سواه
هذا دون أن نحكم على ذاته جوهرا لأنه هو أيضا ضحية أسباب جعلته مجرما
وهذا هو المعنى العميق للقصاص الّذي لنا فيه حياة

الدكتورة ألفة يوسف