غزوة السفارة الأمريكية إنجازأمني خُطِّطَ لفائدة من ؟

بعد حوالي 60 سنة من جلاء اخر جندي اجنبي عن ارض الوطن اثر ملحمة بنزرت التي سالت فيها دماء زكية , يكتشف الشعب التونسي ان من  أؤتمن على الرئاسة Nizar ayedبصفة مؤقتة يعطي اوامر كتابية لوزير الدفاع بالسماح لكتيبة اجنبية مسلحة بان تتدخل عسكريا ضد متظاهرين تونسيين دفع بهم في مواجهة امام السفارة الامريكية بعد ان تم ايهامهم بان احد السنمائيين الامريكان اساء الى مقام النبي
تابعت الموضوع في  إبّانه كرئيس لجمعية فولبرايت للصداقة التونسية الامريكية و  أود ان الفت النظر الى بعض النقاط

اولا لا بد من التذكير بتوقيت العملية 14 سبتمبر … 7 اسابيع قبل الانتخابات الرئاسية الامريكية التي قادت اوباما الى ولاية ثانية… قبل العملية بستة ايام وقع اغتيال السفير الامريكي في هجوم ببن غازي مما كان من المفروض ان يدفع السلطة الامنية في تونس الى الترفيع في درجة التأهب و الإحتياط … بل و إلى إلغاء الترخيص للمظاهرة … هذا لم يقع… ؟؟؟
رئاسة الحكومة تعلن ليلة الواقعة في الاعلام الرسمي ان رئيس الحكومة حمادي الجبالي خرج في رخصة مرضية هي الوحيدة مدة ولايته … مما يؤكد ان الرجل اراد ان ينآى بنفسه عما سيقع من الغد
اشرطة الفيديو المصورة تبين ان الامن كان يرافق المتظاهرين من جامع الفتح بالعاصمة الى مقر السفارة دون اوامر بالتدخل … بل ان شريطا يظهر ان شركة النقل بالساحل وهي شركة عمومية كانت تنزل السلفيين امام منطقة الأمن بالبحيرة للإلتحاق بالمظاهرة… والد المتظاهر الذي مات اثر اضراب الجوع بالسجن اكد لدى استضافته في برنامج لاباس ان ابنه البختي تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي يطلب منه تكوين مجموعة في زغوان و الإلتحاق بالمظاهرة

الجميع يؤكد ان وزير الداخلية كان قد اغلق هاتفه اثناء العملية مما يفسر استنجاد وزيرة الخارجية الامريكية آنذاك هلاري كلنتون بالرئيس المؤقت و اعلامه بتدخل المارينز
…لكن الأغرب من ذلك … والأمر الذي لم يأت عليه أحد … ماذا كان مصير المسؤولين الأمنيين المباشرين آنذاك ؟؟؟
المفروض ان ما وقع يشكل اخفاقا امنيا ذريعا … يستوجب المؤاخذة او على الاقل المسآلة
رئيس منطقة البحيرة آنذاك يقع ترقيته الى مدير اقليم قرطاج … مدير اقليم قرطاج يقع ترقيته الى مدير عام الأمن العمومي …مدير عام الأمن العمومي يقع ترقيته الى مدير عام الأمن الوطني … مدير عام الأمن الوطني يقع ترقيته الى ممثل تونس في مجلس وزراء الداخلية العرب … مما يؤكد ان وزير الداخلية كان يعتبر ما حصل انجازا امنيا و ليس اخفاقا
لكن لسائل ان يتساءل هل ان حكومة الترويكا كان لها من الشجاعة ان تضرب مقر سيادي امريكي ؟؟؟
… قطعا لا … اذن في الأمر سر
…هنا يتجه الرجوع الى توقيت العملية … قلنا 7 اسابيع قبل الإنتخابات الرئاسية الأمريكية… هذا التوقيت يدفع الى التساءل عما اذا كانت العملية بتخطيط من جون ماك كاين و صقور الحزب الجمهوري الامريكي و بتنفيذ من علي لعريض لضرب مرشح الحزب الدمقرا طي اوباما و التسويق لكونه غير قادر على حماية الامن القومي الامريكي ؟؟؟

نزار عياد