نائلة السليني تصرخ : ما تِخْذلُوشْ بلادكم.. وما تِخْذلُوشْ أبناءكم.. وما تِخْذلُوشْ أنفسكم

وينكم يا جماعة؟ ليلة البارح ما غمضتش عين، مرّة نتبع على المباشر في القمع المسلّط على الحرائر والأحرار، ومرّة نسرح في غدوة اللي يستنى فية، اليوم حايرة .. ما نعرفش لوين باش نتجه؟؟

للخيمة ؟ ونقوم بحقّي اللي ناضلت من أجلو في تنظيف بلادي من كابوس بوتلّيس؟؟ بوتلّيس اللي غرس أنيابو في أجسامنا ومصّ دم الحياة فينا حتى صرنا أشباحا نكاد نهمّ بالتحرّك ولا نقدر؟؟؟ بوتلّيس اللي فكلنا نسانا وعاود عجنهم بالصورة اللي يراها هو؟؟ وخلاّهم فاقدات الإرادة ومكبّلات بالخوف من شي هلامي قالولهم هذاك خلقو ربّي باش يراقبهم في أفكارهم وسلوكهم؟؟؟ بوتلّيس اللي نفث في عقول وليداتنا الجهل والظلامية؟؟ وجعلهم مثل الدمى من قش تنفخ عليهم يتناثرو في الجوّ المعفّن؟؟؟

بوتليس اللي خرج في صورة المسالم وصاحب النفس المومنة وقيّد فكر شباب كانت نيتو صادقة وطامح للحداثة؟؟؟ بوتليس اللي عانق الكثير من الثورجيين ؟؟ وتفطّن لنقطة ضعفهم المختزلة في  » السلطة والنضال بالكلام ولا شيء غير الكلام » واعتبروها سياسة ضامنة لتحقيق الآمال؟؟ عبروا عليها بالقولة الشهيرة » نم يا شهيد نم »؟؟؟ بوتلّيس اللي قسمنا وفرّقنا وشتّت شملنا، وفرّت الأصحاب من بعضها؟؟ وصار كل واحد يحتاط من الأخر!! وانكشف المستور اللي يحرّك في البعض!! مستور قابع في نيّة التسلّط وامتلاك مسؤولية حتى لوكانت صغيرونة.. هذا شنوة ترمز الخيمة اليوم في نظري.. اليوم 10 مارس هو نقطة فاصلة في حياتنا.. لحظة باش تتفرّق فيه الركب..ويخرج الجميع بدون قناع.. أعزل من الترهات والتبريرات اللي كانو يتسترو وراها.. اليوم سيرغم الجميع على رمي الشعارات جانبا ويخرج كل واحد عاري إلاّ من حقيقتو

اليوم المنطقة الوسطى تمحات .. هاك المنطقة اللي يقوم عليها خطابهم : إيه، أمّا… » اليوم نمرّ إلى مرحلة الصراحة.. مرحلة تتحوّل فيها شخصية التوانسة إلى شخصية وحدة .. نذوبو في قالب واحد، واللي باش يتعثّر نتركه في مكانه مع بوتلّيس… هاو قدامكم!! المشيشي كان صريح .. وظهر مع بوتليّس، واللحظة اللي طلبنا فيها منّو الصراحة ما وخّرش،وأعلن عن انتماؤو اللي كان مخبّيه… وموش عجب كيفو كيف الغرياني.. من جنود بوتليس السريين.. لحظتنا هي لحظة الاصطفاف عن اقتناع.. اليوم ما فمّاش كلام .. وإنما كلمة وحدة وصوت واحد » نحن شعب أراد الحياة ».. وقطار الإرادة صفّر البارح واليوم باش يتحرّك بإرادتنا جميييعا.. يزّيها تونس ما تحملت.. ركبنالها مرض خبيث.. وبدا يستشري في بدنها.. ما نكونوش أبناء عيّاق.. أمنا ونهزّوها فوق ظهوراتنا.. وارميو بكلّ سياسي مخاوز أو سخيف في سلاّت المهملات.. ماعنّاش وقت للخصام 

هذا اللي هاممني هالصباح .. لكن، ما نخبيش عليكم، أنا اليوم نواجه مشكلة ثانية شخصية، وهي اللي معطلتني، وموش باش تخليني نلتحق بيكم للخيمة.. ولوكان موش أسئلتكم الملحّة إذا باش نكون في الخيمة و التوقيت ما كنتش باش نقلكم: الآن أختي في غرفة العمليات بصالح عزيز .. تواجه عملية دقيقة جدّا.. البارح سيبتها ومشيت للخيمة.. أمّا اليوم راني ربع مرا.. ما نقلكمش ادعيولها.. فالتسول ليس من طبعي.. خاصّة أنّ علاقتي بربّي واضحة.. ما نطلبو في شي .. وهو يعرف شنوة نحب… هالصباح نجاهد باش نستدعي التفاؤل لقلبي.. لأنّي صرت نشوف أمينة مثل تونس.. الإثنين مرضى بالمرض الخبيث.. و في نفس اليوم تجرى عليهم عملية استئصال لهذا المرض وزرع بذور جديدة.. ان شا الله كيف نتهنّى على أمينة.. ونجيكم للخيمة تهنيوني على تونس 

ربّي معانا جميعا.. ما تخذلوش بلادكم.. وما تخلوش أبناءكم.. وما تخذلوش أنفسكم

الدكتورة نائلة السليني