من سرديات مواطن أعياه التنقّل بين نفس الأماكن، والأماكن هي هي

سمعت منذ حين بأنّ السلطة أغلقت بالقوة العامّة حمّاما فتح خلسة بإحدى الولايات داخل الجمهوريّة، اِستغربت الغلق، واعتبرت أنّ وزارة الصحّة فوّتت على نفسها فرصة لا تقدّر بثمن، ما ضرّ لو بقي الحمّام مفتوحا؟ ! ألا يمكن محاصرة فيروس كرونة « في البيت السخونة » ؟ ألا يمكن أن يكون هذا البيت مكانا للحجر الصحّيّ لعدد من المصابين لنجري عليهم فحوصا بعد الخروج ؟ ! فربّما حقّقنا نتائج تنقذ العالم، إذ لا مهرب للفيروس في الحمّام، فالسخانة في أوجها، ورائحة الوسخ في كامل لياقتها بصفة يخرج بها الفيروس من الجسم مكرها ليُطارَد بأسطل الماء، وربّما تسابق الروّاد على القبض على الفيروسات ميّتة أو حيّة، وربّما تعارك « الطيّابون » على ملكيّة هذه الفيروسات، فلا تسمع إلاّ أحدهم يقول:  » أنا حاصرتُ هذه الكرونة في البيت السخونة، ودوّختها برائحة الصابونة »، وآخر  » أنا الذي صببتُ عليها السطلْ بعد أن نفّختها بالطفلْ »، وثالث يحتجّ :  » أنا الذي قبضت على هذا الفيروس، ولو تدعموني بالفلوس، مستعد نقبض على بقية الروس » ليتدخّل أخيرا صاحب الحمّام ووجهه مغطّى بتجمّع من اللحيات :  هذه الفيروسات ملك لأصحاب الكرامات
للأسف، سقط العلم مغشيّا عليه في البيت السخونة، « ما يبقى في الحمّام كان جهلو »، أنا الآن منتظر نتائج التحليل، وأرجو أن يخبر بلاغ وزارة الصحة اليومي عن عدد الذين شُفُوا في الحمّام، وعدد الكرونات المقبوض عليها في البيت السخونة

الدكتور توفيق العلوي