ما هو المطلوب من حركة النهضة ؟

مطلوب من حركة النهضة توضيح مقنع للتونسيين في ما يهم أمورها العسكرية والأمنية السرية والا فإن مسألة التعايش ستبقى مطروحة ولا يليق التعامل مع هذا  الموضوع الخطير بالانكار لمسائل من تحصيل الحاصل اعترفت بها قيادات مرموقة لها ووثقت ووزعت على العموم. ويمكن للنهضة ان تنسب الأمر لحقبة تاريخية معينة قد حصل تجاوزها لكن لا بد أيضا أن تبين أن هذه الممارسات الخطيرة والمدمرة وقع التخلي عنها وان تخضع إلى بحث وتثبيت من طرف أجهزة محايدة من الدولة حتى تزول الشكوك. علما وان المسألة يمكن أن تؤدي إلى الربط باغتيالات لمناضلين وزعماء وطنيين اهتزت لها البلاد والرأي العام الوطني والدولي وستبقى جرحا مفتوحا في غياب تحديد المسؤوليات علاوة على الدعوة الصريحة والمكشوفة مز طرف قيادات نهضوبة في أعلى المستوى لمشاركة الشباب التونسي في العمليات الإرهابية التي استهدفت سوريا والعراق وغيرها

إن بناء الديمقراطية وتركيز دعائم الدولة المدنية و تأصيل الاستقرار التاريخي وليس الظرفي والسياسوي يتطلب من النهضة الشجاعة الكافية للتخلص من التاريخ الاظلم التي يلتصق بها وحتى تكتسب المصداقية الدنيا كفاعل ‘طبيعي’ ضمن المجموعة الوطنية بمرجهياتها وتوجهاتها الخاصة بها والتي من حق الكثير أن لا يتفقوا معها في شأنها. إن الرد المتشنج والمؤدلج على أن ما يدور من تفاعل منشغل في أمر هذا الموضوع هو مجرد تحامل عدائي من طرف الجبهة الشعبية، وزيادة على كون الجبهة صاحبة قضية وحق شرعي في المسألة، فإن الملف وطني بامتياز، لا يمكن اختزاله في مثل هذه الثنائيات، كما لا يجوز القول بأن الموضوع ابس مطروح تلا من باب العداء أو الاستئصال أو الاستقواء بالخارج، وانما الملف قائم من منظور إعادة ترتيب البيت الوطني على أسس صحيحة، تماما مثل المعركة ضد الفساد أو من أجل الحوكمة الرشيدة، حيث كلها ركائز إصلاحية جوهرية داخلة في إطار بناء المستقبل التونسي الجديد بتخليصه من الشوائب الغليظة والرهيبة التي بدون تجاوزها سنبقى نعاني الويلات من رواسبه

بوجمعة الرميلي