لماذا نشر الغنوشي الخبرَ وتَسَتَّرُ عليه قيس سعيد ؟

نشرت صفحة مجلس النواب الخبر التالي : « أجرى الأستاذ راشد خريجي الغنوشي رئيس مجلس نواب الشعب أمس الأحد 24 ماي 2020 اتصالا هاتفيا مع السيّد قيس سعيّد رئيس الجمهورية
وتبادل رئيس مجلس نواب الشعب مع رئيس الجمهورية التهاني بمناسبة العيد مُتمنيّان للشعب التونسي الخير والسلامة وتمّ التطرّق خلال المحادثة إلى الوضع العام بالبلاد والنجاح الذي تحققه تونس تدريجيا في مقاومة وباء كورونا »…ويوفى الحديث

ولكن هذا الخبر الجاف يستدعي منا بعض الملاحظات

1. صفحة رئاسة الجمهورية عتمت عن الخبر ولم تنشره
2. هذا الاتصال أتى 48 ساعة إثر كلمة رئيس الجمهورية ليلة العيد والتي قال فيها بالخصوص « تونس دولة واحدة ولها رئيس واحد في الداخل وفي الخارج » وذلك في إشارة لتكرار تدخل رئيس المجلس في العلاقات الخارجية
3. يفهم من هذا الاتصال الذي حرض رئيس المجلس ورئيس ديوانه على نشره للعموم أن راشد الخريجي الغنوشي قد يكون عمل من خلاله على توضيح موقفه حول المكالمة التي أجراها مؤخرا مع فائز السراج لتهنئته باستعادة قاعدة « الوطية » من لدن جيش غريمه خليفة حفتر وقد يكون وعده بأنه : ما عادش يعاود صنعته
4. أثر هذا الاتصال تلقى رئيس الجمهورية مكالمة هاتفية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تم التعرض خلاله الى الوضع في ليبيا حيث : شدد قيس سعيد على أن الحل لا يمكن إلا أن يكون في إطار الشرعية الدولية ولا يمكن إلا أن يكون سلميا وليبيا ليبيا
5. فهل يكون الغنوشي قد أوعز للرئيس التركي بالاتصال بقيس سعيد لتهدئة الخواطر فيما يتعلق أساسا بالوضع في ليبيا وبالعلاقة المتينة والحميمة التي تربط الخريجي باردوغان خاصة بعد أن تلقى هذا الأخير مكالمة هاتفية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووجه له دعوة لزيارة تونس؟
طبعا هذه قراءة بسيطة قد تحتمل الخطأ كما قد تحتمل الصواب

إبراهيم الوسلاتي