قيس سعيد يجتمع بالغنوشي و عبير موسي والفخفاخ

مقال ساخر

اجتمع رئيس الجمهورية الموقر برئيس حكومة الوضوح والطموح، واتخذ رئيس مجلس النواب وزعيم الحركة التي فك الله أسرها وأنعمها بنعمة تولي الأمر، مجلسا له وكان يسترق النظر من تحت نظارته ذات اليمين وذات الشمال
وجاءت عبير موسي إلى الاجتماع وقالت للسيد البروتوكول « حطلي كرسي من غادي بعيدة عليهم الكل، وبالأخص على اذاكا »، وكانت تتوعده وتبتسم.. ولما سمعها الرئيس قال: تعالي واجلسي قبالة الشيخ فأنا أمامه وأنت وراءه.. يال محاسن الصدف
وجلس بقية الحضور في انتظار قرارات الفخفاخ ومشروع انعاش حياة التونسي، هذا المواطن الكادح المخماخ
وكان الصحفيون ينتظرون اللقاء بفارغ الصبر، خاصة وأن الفخفاخ يقول فرحا مسرورا في تصاريح اعلامية سابقة أن تونس لن تكون مثل دبي بل ستصبح أفضل من بلدان أوروبا من أثينا إلى باريس ومن روما إلى لندن ومن بروكسال إلى براغ ومن برلين إلى مدريد .. حتى ينتهي من كل العواصم 
قال الرئيس : لنفتتح عهد جلسات الوضوح وهات مشروعك نتداول فيه عسى أن يكون للشعب الذي يريد ما يريده
– الفخفاخ: جلست مع خبراء الخبراء ولنقطع مع سياسة محنّطة بلا رياء كما تقول لي دائما يا سيدي الرئيس.. وهذا المشروع لهبّة من هبات الذكاء والرخاء .. حان عهد الإصلاحات والنماء.. ولكن قبل أن أتكلم اعطني الامان سيدي الرئيس حتى يطمئن قلبي
– الرئيس: أعطيتك ولكن لا تنسى حكاية الغراب والثعلب..إنها لعبرة يا معشر الجالسين
ورفع الفخفاخ رأسه وهمس للشيخ: اعطيني الأمان
– الشيخ: خذه من عبير، فقد كانت تغني في العهد البائد بالأمن والأمان
– عبير: فكيتشي توا يا شيخ ؟ يعجبكشي نهار كامل عامل خناقو من خناقي، في مكتب الزعيم بورقيبا راك
– الرئيس: كفى جميعا، قٌتلت الأباء في الحروب، تكلّم يا فخفاخ بالكلام المباح
– الفخفاخ: الأمريكان يا سيدي الرئيس، والألمان والطليان وسائر البلدان، وهاهي أخيرا لبنان، جعلوا من نبتة الكانابيس دواء يباع في الصدليات والأكشاك وسائر المحلات.. ودرّ خيرها بيد الحكومات في كنف الوضوح الشفافيات، بعيدا عن فلسفة صفقة الكمامات، فأصبحت شعوبهم سعيدة. ولا تخفاكم سيدي الرئيس أنّ منظمة الصحة العالمية أسقطته من دائرة المخدرات ونحن سمعنا كلامها أيام الكورونات.. ولا أنسى فوائدها الجمة في الطب والحكمة، يحلم بها الفنان والفيلسوف والطبيب والصحفي والأستاذ والموظف والتاجر..وبذلك تزدهر السياحة وتشع الثقافة وينمو الإقتصاد وتعمّ البهجة.. ويقل منسوب العنف خاصة ضد المرأة
وكانت رئيسة جمعية النساء الديمقراطيات السيدة فراوس تشاهد الإجتماع من هاتفها ووضعت : جام
وكان كل التونسيين يشاهدون ذلك، وأطبق صمت رهيب وأصيبوا بالخرس لمدّة ساعة.. إلا زمرة من المارقين يتزعمهم هيثم المكي وبيغا العظيم وأعداء الحياة وممن يصطفون وراءهم 
في تلك اللحظة نظر الرئيس إلى الفخفاخ
– ما الذي تقوله؟ ويحك أنتاجر بالمخدرات
-عبير : اذاكا اش مازال شوية آخر ويقلي عندكشي طرف بخمسة لاف
– الشيخ : احب التمرة كثيرا
– الفخفاخ: ليست مخدرات، اليوم يسميها العالم نبتة استشفائية، ولا تنسى سيدي الرئيس القضية الفلسطينية، نساعدها بالخيرات والنعم والبركات
رفع الرئيس الجلسة وقال : سننظر في الموضوع والكلمة للشعب والشارع ونبضه، عسى أن نكون في عدل أسوتنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وكان الرفيق حمة الهمامي يشاهد هذا من حاسوبه ويلعن القدر ويبحث عن الورقة

سيماء المزوغي