قريبا صدور الشريط الوثائقي : تراجيديا دولة الاستقلال في تونس

 أتمّ المؤرخ التونسي خالد عبيد بمعية فريق من الإعلاميين إنتاج  شريط وثائقي يحمل عنوان

تراجيديا دولة الاستقلال في تونس : محاولة الانقلاب على الحبيب بورقيبة1962

ويأتي هذا العمل الوثائقي المصور في الذكرى 55 لمحاولة اغتيال الرئيس الحبيب بورقيبة وافتكاك السلطة بالقوة، ليسلط الضوء بأكثر تفاصيل على المحاولة  الإنفلابية الفاشلة، التي تورط فيها أنذاك عسكريون وأمنيون ومناضلون في الحركة الوطنية من المقاومة، وشباب من الحزب الدستوري الحاكم

ويقول خالد عبيد في تعليق نشره على صفحته في فيسبوك إن الشريط ثمرة مجهود تطلب سنوات من العمل الشاق والمضني، وإن هدفه قراءة تاريخ تونس بعيدا عن التقديس والتأليه، أو الشيطنة والتخوين

والمرجو أن يخلق هذا العمل وضوحا لا لبس فيه، بين الوقائع التاريخية تلك والذاكرة الجماعية للتونسيين، وهو ما من شأنه أن يضع حدا للتلاعب بالمعرفة التاريخية، ويساهم في التصدي لأي نزعة شعبوية

هذا الشريط ثمرة مجهود سنوات من العمل الشاق والمضني في ظروف لم تكن مواتية أحيانا، لكن الإيمان
بضرورة شق ما أسميته « الطريق الثالث » في فهم ماضينا وقراءة تاريخنا الوطني واستيعاب ذاكرتنا الجماعية بعيدا عن التقديس والتأليه أو الشيطنة والتخوين هو الذي دفع فريق العمل إلى رفع التحدّي وقد نجح في ذلك من خلال هذا العمل الذي أعدّه استثنائيا وخاصّة من خلال الرؤية الجديدة التي يقترحها لقراءة محاولة الانقلاب العسكري على حكم الرئيس الحبيب بورقيبة في ديسمبر 1962 وما أعقبه من إعدام 10 من المتّهمين بين عسكريين ومدنيين يوم 24 جانفي 1963 أي يتزامن هذا الشريط مع الذكرى الخامسة والخمسين لهذه المحاولة الانقلابية.
سيُعرض هذا الشريط قريبا بحول الله وسنعلن عن ذلك في الإبّان

الرابط يتضمن ومضة إعلانية للفيلم تدوم حوالي دقيقة

والمعروف أن المحاولة الانقلابية تلك التي عرفت بالمؤامرة كانت لها تداعيات على الحياة السياسية في تونس أنذاك، منها خاصة تعطّل التجربة الديمقراطية الناشئة، وإلغاء التعددية الحزبية، بما مكن من هيمنة الحزب الواحد، فكانت محاكمة قيادات الانقلاب الفاشل الذي عرف بالمؤامرة (إعدام عشرة مورطين بين مدنيين وعسكريين)، نذيرا ببدء محاكمات سياسية لحقت فيما بعد اليساريين والقوميين والإسلاميين، ليأخذ الحكم ، بحسب شهادات سياسيين تونسيين،  بعدها طابعا تسلطيا

والشريط « تراجيديا دولة الاستقلال في تونس » و ثائقي مدته 59 دقيقة، يأتي على شهادات حية ووثائق تنشر لأول مرة جمعها و حقق فيها صاحب السيناريو  المؤرخ خالد عبيد، و إنتجه الإعلامي الشاذلي بالرحومة بمعية الإعلامية مبروكة خذير ، وهو من إخراج فتحية خذير ومبروكة خذير أيضا

بث هذا الشريط سيكون قريبا، لكن لم يعرف التاريخ بدقة ولا الوسيلة التي سيبث عبرها بعد، كما لم يعرف إن كانت ستكون له مشاركة في المهرجانات المقبلة

والأكاديمي خالد عبيد مختص في التاريخ السياسي المعاصر و يدرس بالجامعة التونسية منذ ربع قرن و برز بكتاباته المرجعية الهامة وقد تصدّى في عديد المنابر الإعلامية لكل من يسعى إلى تسْيِيس التاريخ وتشويهه وقراءته قراءة مُحّرَّفََة لأغراض إيديوليجية بعيدة عن الإنصاف وفيها كثير من التجنّي
من كتاباته المتميزة مؤلف له عن الشيخ الزيتوني محمد القروي الذي كان وراء كتابة « مجلة الأحوال الشخصية » إثر قرار الزعيم بورقيبة بالإنطلاق في النهوض بالمرأة والأسرة