القضاء حكم على ثلاثة من شباب قابس
دالي الرتيمي (31 سنة)، خرّيج جامعي ومعطّل: 4 أشهر سجن
معز راجحي (19 سنة) تلميذ، وأنس شتونة (17 سنة) تلميذ: شهرين سجن مع النفاذ العاجل
ما كانت جريمتهم إلا أنهم رفعوا أصواتهم دفاعًا عن حق بسيط : أن يتنفسوا هواءً لا يقتل
أن يعيشوا في أرض لا تُروى بالسموم
وأن يروا بحرًا نقيًا لا يخبّئ المرض في مياهه
الدولة لم تعاقب من لوّث، بل عاقبت من رفض الموت في الصمت
حوّلت المظلوم إلى متّهم، وتركت من يدمّر البيئة يواصل جرائمه بلا مساءلة
دالي مكانه في عملٍ يليق بعلمه، لا خلف القضبان
معز وأنس مكانهم مقاعد الدراسة، لا أبواب السجن
لكن الدولة اختارت أن تحاسبهم لأنهم لم يصمتوا، ولأنهم لم يُربّوا الخوف في صدورهم
ما جرى في قابس ليس حادثة معزولة، بل إنذار واضح
من يرفض التلوّث يُسجن،
من يطالب بالعدالة يُتهم،
ومن يحب الحياة يُعاقب
سكوتنا هو ما يسمح باستمرار هذا العبث
وواجبنا اليوم أن لا نترك القهر يمرّ بهدوء
ولا نسمح بأن يصبح التنفّس امتيازًا يُمنح… لا حقًا يُنتزع
الأستاذ سامي بن غازي