من أستاذة مراقبة يقع إعفائي من المراقبة للبقاء في الاحتياط لسبب بسيط.. أن الأستاذ المراقب الذي وقع تكليفه بالمراقبة معي في نفس القاعة « خوانجي ».. ويعتقد أنني بمزاحي مع تلاميذي قبل بداية الفرض، أُعتبر غير جدية وغير مسؤولة
المسؤولية من ناحيته تتمثل في الخروج من القاعة لطلب تغيير الأستاذة التي معه بالتزامن مع رنين جرس انطلاق الفرض.. المسؤولة هي خروجه من القاعة في الوقت الذي كان يجدر به أن يكون هنالك.. أما أنا فلا أُعتبر لا جدية ولا مسؤولة فقط لمحاولتي تشجيعي للتلاميذ قبل بداية آخر فرض مصيري بالنسبة إليهم.. فقط لمحاولتي إزالة التوتر قبل بداية الفرض
اللعنة.. أي نظام فاسد رديء نعيش فيه.. أي رداءة هذه التي تُحيط بنا من كل جهة ومن كل صوب
******
إثر نوبة غضبي الصباحية وتهديداتي للإدارة، كُشف لي الحجاب عن حقيقة ما حصل
واقعيا، صُدم الأستاذ حين لاحظ أن الأستاذة التي معه ترتدي « هنداما غير لائق وتضع أحمر شفاه بلون غير محتشم » فطلب من إدارتنا الفاضلة تغيير الأستاذة المراقبة.. ولضمان مرور اليوم بسلام، تمّ له مراده
لكني لم أستوعب حقيقة.. هل هذا الكائن أستاذ حقا؟ هل الشيء الذي قابلته هذا الصباح تنطبق عليه مواصفات الأستاذ او صفات الإنسان أساسا؟ وهل ان إدارتنا الحكيمة اختارت اهون الشرين ام أنها تصرفت معي بذات المرجعية المتخلفة لذاك الأستاذ؟ لكن هل نحن حقا نعيش في مجتمعات متخلفة لهذه الدرجة؟ كيف يُمكننا العيش في هذا الانحطاط أساسا؟
الأستاذة مريم بوزيد
جاءت لترى أيّ أحمر شفاه أضع لتشتري مثله
آنساتي وسيّداتي المدرّسات
بعيدا عن الكائنات ذوات الغرائز التي تبعدها عن صفة الانسان
أسمح لنفسي بنصحكم بالتجمّل والزّينة كلّما قصدتنّ الذهاب إلى العمل
فالأطفال، صغارهم وكبارهم، يميلون إلى الإعجاب بمدرّستهم الجميلة والمتجمّلة والإستمتاع برائحة عطرها ويغرمون بالمادة التي تدرّسها
أذكر لنفسي نادرة عزيزة على قلبي
خلال تلك السنة الدراسية، كنت أدرّس السنة الأولى
وفي يوم… طلبت أمّ تلميذ متفوّق مقابلتي، وأعلمتني أنّ لديها فضولا لترى مدرّسة ابنها الذي ما فتئ يتحدّث عنها ويطالب أمّه بوضع أحمر شفاه 💄 في نفس اللون الجميل الذي تضعه مدرّسته
فجاءت لترى أيّ أحمر شفاه أضع لتشتري مثله
المربية إيمان بن محمد صالح