على سلوى الشرفي أن تصحِّح رأيها فيما يُسَمَّى اليسار الإسلامي

نشرت الأستاذة سلوى الشرفي نصا بعد الحملة التي تعرض لها اليسار الإسلامي في علاقة بنشاطاته التي يحضرها أخ رئيس الجمهورية الذي يبدو من خلال تدويناته أن له تأثيرا بيّنا في رئاسة الدولة، وجاء نص الأستاذة في صورة شهادة شخصية حول تعاملها معه منتسبي هذا التيار وختمت تدوينتها بقولها: « يعني اللي نشوف فيه الآن في الحملة ضدهم لا علاقة له بما أعرفه عن هؤلاء، وخوفي يكملوا يتهموا محمد الشرفي بأنه من جماعة القرضاوي بما أنه استعان بالأستاذ احميدة النيفر، ممكن البعض تغير لكن فسرولي و بالحجة كيفاش أصبحوا في جمعية القرضاوي » ولي على ما تفضلت به جملة من الملحوظات كالتالي

1) اليسار الإسلامي ليس إلا القفا لوجه هو التيار الإسلامي والعودة إلى مواقف قادته من القضايا السياسية تثبت أنهم كانوا وما زالوا في خدمة الإخوانجية لأنهم جزء لا يتجزأ منهم فاحميدة النيفر يقول: « يستحيل فصل الإسلام عن السياسة »(1) وفي المؤتمر العاشر لحركة النهضة كان حاضرا في الصفّ الأول من المشاركين في اللجان التي أعدت النصوص وقال كذلك: « لماذا إذن التشديد على التعصب الديني والتخوف منه أكثر من غيره؟… إن التعصب الديني ظاهرة سطحية لا قيمة له في ذاتها »(2) وبعد أن دعا الغنوشي إلى عودة الإرهابيين وقوله « اللحم الناتن ليه أماليه » خرج الجورشي في التلافيز يدافع عن عودتهم والاستفادة منهم

2) جماعة اليسار الإسلامي يتحاشون استعمال المصطلحات الفجة التي يستعملها نظراؤهم من الإخوانجية كالتكفير وهم يستعيضون عنه بوصف المخالف لهم بأنه من الخارج الثقافي ويعتبرون أنفسهم الداخل الثقافي(3)

3) احميدة النيفر أدى البيعة للهضيبي في السعودية وللتلمساني في مصر ولحد الآن لم ينقض بيعته بل عاد في المؤتمر العاشر إلى حركته الأولى من باب لجان التفكير وإبداء الرأي

4) بقي احميدة النيفر في ديوان المرحوم محمد الشرفي سنتين عزل بعدها لأنه لم يكن وفيا وعمل على تغيير البرامج لصالح نحلته التي لا تختلف في شيء عن الإخوانجية وقد شرحت ذلك في مقالات عديدة في جريدة الإعلان وفي 5 رسائل وجهتها للرئيس زين العابدين بن علي رحمه الله وفي المقابلة الوحيدة لي مع سي محمد في مكتبه بعد خروج النيفر وخلاصة ذلك أن احميدة وضع ضمن المقرر الدراسي كتاب « الفكر الإسلامي والتطور » لمحمد فتحي عثمان الذي طبعته دار البراق للنشر التابعة لليسار الإسلامي بما يوفر موردا ماليا مهما للجماعة ممثلا في كتاب مدرسي يشتريه الأولياء كل سنة، أما بالنسبة للبرامج فقد وقعت الوزارة في عملية تحيّل تمثلت في إلغاء مبحث الجهاد ولكن وقع تعويضه بما هو أنكى وأشد فتحت ستار تدريس الفكر الاعتزالي وهو فكر إرهابي عكس ما يروج وقع بث مقولات المعتزلة خصوصا منها مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو الأصل الخامس بعد التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين والوعد والوعيد فإذا كانت هذه الأصول الأربعة نظرية فكرية مجردة لا علاقة لها بالواقع فإن الإيمان لا يتحقق إلا بالعمل الذي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعكس ما يرى الأشاعرة الذين يفصلون بين الإيمان والعمل بما يعني أن الإنسان يبقى مؤمنا حتى إن ارتكب المعاصي أما لدى المعتزلة فإن الإيمان لا يتحقق إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو ما يفتح لدى العامة ومستوري الحال دينيا باب الجهاد الفردي على مصراعيه بجانب أشياء أخرى يضيق المجال عن ذكرها وفي المحصلة سي محمد رحمه الله اغتر باليسار الإسلامي وكان يعتقد أنهم سيكونون عونا له ولكنهم كانوا عونا عليه

5) منتدى الجاحظ يحصل سنويا على منحة مالية مثله مثل مركز العميل الأمريكي من أصول تونسية بعيدة المدعو غدوان ماسمودي ومبلغها سنة 2014 كان حوالي 66 ألف دولار من الصندوق الوطني للديمقراطية ترى هل أن هذه الأموال تعطى على رحمة الوالدين أو أنها نظير خدمات

لكل ما ذكر أعلاه فإن جماعة اليسار الإسلامي ليسوا إلا الوجه اللين لحركة النهضة الإخوانية كلفوا باختراق النخبة المدنية وإن أنسى فلا أنسى ذلك السيل من المقالات المرحبة بهذا الوافد الجديد الذي فتحت له الجرائد جميعها فأشرف فيها على صفحات دينية وفكرية فضلا عن تمكينه من رخصة مجلة وناد، كل ذلك لأن الذين تعاطوا مع الملف في الدولة تعاملوا مع المجموعة التي لا تمتلك من السماحة سوى ذرابة لسان تخفي وراءه عقيدتها التي هي عقيدة الذين يخلطون الدين بالسياسة وإلى يومنا هذا ورغم كل شيء ما زالوا يجدون من يدافع عنهم ويستعين بهم في مقاومة لإرهاب ودعم الدولة المدنية وتذكرون أن الباجي في إطار توافقه عين في لجنة بشرى المدعو الجورشي ليصوغ لنا قانون المساواة في الإرث بين الذكر والأنثى مقابل 50 مليون قبضها من لحية الدغف، بعد كل هذا يصبح توضيح الواضحات من الفاضحات

بقلم أنس الشابي

الهوامش
1) جريدة الرأي بتاريخ 23 أكتوبر 1981 ص8.
2) نفسه ص8 و9.
3) مجلة 15/21 العدد الثالث عنوان الافتتاحية  » بين الوفاء التاريخي والاختيار الصفر » ص15.