رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل
من رئيسة الحزب الدستوري الحر
الـــــــــى
الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل
تحية وطنية خالصة
وبعد
في إطار اهتمام الحزب الدستوري الحر بالشأن الإجتماعي في البلاد ومتابعته لتطورات أزمة التعليم وانسداد الأفق بين جامعة التعليم الثانوي والحكومة حول ملف المطالب المشروعة للأساتذة
وتبعا لما يتهدد أبناءنا من سنة بيضاء تحرمهم من النجاح والإرتقاء إلى أفضل المراتب وما ينجر عن ذلك من عواقب وخيمة على نفسية التلميذ واستقرار المنظومة التربوية فضلا عن الإنعكاسات السلبية على قيمة الشهائد العلمية التونسية في الخارج
ونظرا للألم الشديد والاحتقان الكبير الذي تسبب فيه هذا الوضع للعائلات التونسية والشعور الجماعي بالمرارة لانهيار أهم ركن من أركان دولة الاستقلال وهو الاستثمار في الإنسان التونسي عبر منظومة التعليم العمومي
ومن منطلق اليقين بأن الحكومة الحالية حكومة عاجزة عن حلحلة الإشكاليات العالقة لارتهان قراراتها للإملاءات الخارجية على إثر إغراق البلاد في الديون لجهات أجنبية وإمضاء الاتفاقيات مع صندوق النقد الدولي لعدم الاستجابة للمطالب الاجتماعية المشروعة
فإن الحزب الدستوري الحر يتوجه إلى المنظمة العتيدة معولا على حبها لهذا الوطن العزيز وحرصها على المساهمة في تخليص تونس من الدمار الذي حل بها منذ قدوم ما يسمى « بالربيع العربي » محملا إياها المسؤولية التاريخية في المحافظة على مستقبل أبنائنا التلاميذ والتصدي للمشروع الظلامي الذي تحمله بعض التنظيمات النافذة حاليا والذي يقوم على تحطيم الأجيال المستقبلية وخلق شباب ضائع في الشوارع وناقم على محيطه يكون فريسة سهلة بين أيدي قوى الإرهاب والعنف
ويهيب بالقيادة المركزية للإتحاد العام التونسي للشغل
1 – التدخل العاجل للعودة إلى مفاوضات جدية ومسؤولة في إطار الهدوء واحترام القانون من كل الأطراف والإستئناف الفوري للدروس بصفة عادية وإجراء الإمتحانات بنسق طبيعي وفرض منطق الحكمة والرصانة في إدارة الأزمات أسوة بالنقابيين الذين خلدوا أسماءهم في تاريخ تونس وعلى رأسهم المرحوم محمود المسعدي الذي كلفه الزعيم الحبيب بورقيبة بمهمة تعصير التعليم وإصلاحه وتقلد مسؤولية رئيس جامعة التعليم بالاتحاد العام التونسي للشغل ويعد مفخرة للمنظمة الشغيلة
2- منع المرور إلى سنة بيضاء مهما كانت التضحيات والتصدي لعملية حرمان التلاميذ من حقهم في النجاح وحرمان العائلة التونسية من فرحتها بارتقاء أبنائها و إحباط مخططات كل الأطراف المستفيدة من هذا الوضع الكارثي
3- دعوة جامعة التعليم الثانوي ومن ورائها السادة المربين الذين يعتبرون قدوة للمجتمع بأسره ومنارة للقوى الوطنية في البلاد إلى إتباع كل أشكال النضال المتاحة قانونا للدفاع عن حقوقهم بعيدا عن ارتهان مستقبل التلاميذ ودون التسبب في عزوف أبنائنا عن الدراسة والإلقاء بهم إلى التهلكة
4- تبني المطلب الشعبي الملح الذي يعتبر الضمانة الأساسية لإيقاف نزيف الدمار والإنحدار وتلاعب اللوبيات الحزبية بمصلحة البلاد العليا وهو تغيير النظام السياسي وإصدار دستور جديد للجمهورية التونسية يحمل رؤية جديدة لمنظومة الحكم في تونس تقوم على تفريق السلط وتوازنها وإرجاع هيبة الدولة وإرساء الديمقراطية المسؤولة القادرة على تحقيق التنمية الشاملة والمحافظة على حقوق الإنسان في كونيتها وترابطها
عاشت تونس حرة مستقلة أبد الدهر
عبير موسي