عبد الفتاح السيسي يؤكد أن تجاوز مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية الليبية « خطا أحمر » لأمن مصر القومي

قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إن تجاوز مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية الليبية تعتبر بمثابة « خط أحمر » لبلاده : وأمنها القومي

ودعا السيسي، خلال تفقده للمنطقة الغربية العسكرية، السبت، إلى وقف إطلاق النار في ليبيا عند نقطة الاشتبالك الحالية على حدود مدينة سرت (منتصف الساحل الليبي) وقاعدة الجفرة الحصينة، بين قوات الجنرال خليفة حفتر، المُسماه « الجيش الوطني الليبي »، وقوات حكومة الوفاق الليبية

وأوضح السيسي : لنتوقف عند الخط الذي وصل إليه طرفا المنطقة الغربية والشرقية ونبدأ وقف إطلاق النار.. خط سرت والجفرة، وهذا خط أحمر بالنسبة لمصر وأمنها القومي

وأعرب عن استعداد بلاده لتدريب أبناء شباب القبائل تحت إشراف شيوخها لحماية ليبيا، مُوضحا : مصر جاهزة للمساعدة… هاتوا من شباب القبائل وتحت إشرافكم ندربهم ونجهزهم ونسلحهم

وأكد الرئيس المصري : ليس لنا مصلحة إلا أمنكم واستقراركم.. لن يدافع عن ليبيا إلا أهل ليبيا

واعتبر السيسي أن « أي تدخل مباشر من مصر في ليبيا بات أمراً تتوافر له الشرعية الدولية »، مؤكداً أن : مصر حريصة على حل سلمي وشامل للأزمة الليبية

الرئيس المصري أكد أن هناك قوى خارجية « تدعم جماعات إرهابية في ليبيا »، مشيراً إلى أن : أي تدخل مصري مباشر سيهدف إلى وقف إطلاق النار وإلى تأمين الحدود المصرية في ليبيا

وشدد السيسي على ضرورة سحب كافة القوى الأجنبية إلى خارج ليبيا بشكل فوري، لافتا إلى : تدخلات غير شرعية في منطقتنا تسهم في انتشار الإرهاب

وفي سياق متصل، نشر المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، صورًا لجانب من زيارة السيسي للمنطقة الغربية العسكرية، وتفقده وحدات مٌقاتلة من القوات الجوية

السيسي كان أكّد خلال تفقده الوحدات المقاتلة للقوات الجوية بالمنطقة الغربية العسكرية، أن : الجيش المصري قادر على الدفاع عن أمن مصر القومي داخل وخارج حدود الوطن

وأمر السيسي الجيش بالاستعداد لتنفيذ أي عملية داخل أو خارج البلاد لحماية أمنها القومي، خلال قيامه بجولة في قاعدة جوية قرب حدود مصر الغربية مع ليبيا

وقال السيسي لعدد من الطيارين من القوات الجوية والقوات الخاصة في القاعدة : كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا

وقال خلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية، وذلك بحضور وزير الدفاع، ورئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة إن الجيش المصري من أقوى جيوش المنطقة ولكنه جيش رشيد، مضيفاً أن هذا الجيش يحمي ولا يهدد.. وقادر على الدفاع عن أمن مصر القومي داخل وخارج حدود الوطن
وأضاف السيسي قائلا لن نسمح بأي تهديد لأمن حدودنا الغربية، مشيرا إلى أن مصر لم تكن يوما من دعاة العدوان وإنما كانت تعمل على تأمين حدودها وأمنها القومي ومؤكدا أن أمن واستقرار مصر يرتبط ارتباطا وثيقا بأمن واستقرار المنطقة
وأضاف لقد حذرنا على مدار عقد من عدم الاستقرار في ليبيا ودعونا لتسوية شاملة تشمل سلامة الأراضي الليبية ووضع حد للميليشيات والتدخلات الخارجية، لكنّ دولاً خارجية واصلت تسليح ميليشيات متطرفة، مؤكدا أن جاهزية القوات صار أمراً حتمياً وضرورياً في ظل حالة عدم الاستقرار بالمنطقة والتطورات الأخيرة في ليبيا باتت تنذر بتصاعد الأخطار لتطال دول الجوار
وطالب السيسي بوقف النار وفق خطوط الاشتباك الحالية في ليبيا، مضيفاً أن أي تدخل مصري مباشر لحماية أمن البلاد بات شرعيا

وقال السيسي إن هناك عملاً دائماً للقوات الجوية وحرس الحدود منذ أكثر من 7 سنوات لتأمين الحدود المصرية الليبية وبطول 1200 كيلومتر، مخاطباً ضباطه وجنوده بالقول: « أشكركم وأقول لكم كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا أو إذا تطلب الأمر خارجها

وأوضح السيسي أن مصر اتخذت موقفًا ثابتًا، ودعت إلى التوصل لحل سلمي شامل يؤكد سيادة وسلامة وأمن الأراضي الليبية، واستعادة المؤسسات، والقضاء على الإرهاب والميليشيات المتطرفة، ووضع حد للتدخلات الخارجية غير الشرعية والتي تغذي الإرهاب في المنطقة
وأشار إلى أن الحركة المصرية اتخذت عدة مسارات شملت الدعم والاحترام الكامل لقرارات الأمم المتحدة، والصادرة عن مجلس الأمن، والتعاون مع ممثلي الأمم المتحدة ومع بعثة الأمم المتحدة في ليبيا

******

وأعلن السيسي في السادس من الشهر الجاري، أثناء مؤتمر صحافي مع ورئيس مجلس النواب الليبي والقائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية عن مبادرة جديدة تهدف إلى وقف القتال وإطلاق عملية سياسية وانسحاب جميع القوات الأجنبية من ليبيا
ورحبت كثير من دول المنطقة والعالم بالجهود المصرية الرامية إلى تسوية النزاع الليبي، غير أن حكومة الوفاق وتركيا رفضتا المبادرة المعروفة بـ : إعلان القاهرة

وكانت الرئاسة التركية أعلنت أن : التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في ليبيا يتطلب انسحاب قوات حفتر من مدينة سرت الاستراتيجية

وأضافت الرئاسة التركية، أنها تدعم مطلب حكومة « الوفاق » بضرورة العودة إلى خطوط عام 2015، وهو ما يمر بـ: انسحاب قوات حفتر من سرت والجفرة

أتي ذلك، في وقتٍ أعلنت فيه حكومة « الوفاق » الوطني الليبية، أنها لن تشارك في الاجتماع القادم للجامعة العربية المخصص لبحث النزاع الذي تخوضه منذ أكثر من عام ضد قوات المشير خليفة حفتر