لم أسمع باسم رضا شهاب المكي لينين إلا في الحملة الانتخابية للرئيس حيث قدمته وسائل الاعلام وما زالت بصفته الشارح لبرنامج الرئيس والناطق باسم مشروعه وبما أن الرئاسة صمتت وجب اعتبار ذلك موافقة منها على ما يأتيه رضا وما يصدر عنه، البارحة نشر نصا من بين ما جاء فيه أن الحملة التفسيرية لا تحتاج إلى إقناع أعدائها بل تحتاج إلى صدق مناصريها، وفي تقديري أن مثل هذا القول يؤشر على أن دكتاتورية ما هي بصدد النشوء وأدلتي على ذلك
1) تقسيم الناس إلى فسطاطين فسطاط الأعداء وفسطاط المناصرين وهو تصنيف ديني يجعل من البشر مؤمنين أو كفارا وفق ما تروّج لذلك حركة النهضة أو من هم في الداخل الثقافي أي المؤمنين ومن هم في الخارج أي الكفرة وفق تعبير احميدة النيفر رئيس رابطة تونس للثقافة والتعدد
2) ما يطرحه رضا ومن معه اجتهاد بشري يعرضه على الناس وهو قابل للأخذ والرد قد يقبل بعضه وقد يرفض كله وليس إيمانا دينيا إما أن تقبله جميعه أو ترفضه جميعه
3) أي مشروع بشري هو في حاجة إلى إقناع المخالفين قبل الأنصار لتوسيع حزامه السياسي إلا هذا الذي يدعو إليه رضا ومن معه حيث يكتفي بالمناصرين الذين ولدوا مقتنعين بمشروع البناء القاعدي أي أن قناعتهم ربانية فطرية ولم تكن نتيجة نقاش أو حوار بل تفسير فقط
أما بالنسبة لرضا فقد حرصت على قراءة بعض نصوصه المنشورة والاستماع إليه فوجدت ذهنا مشوّشا وجملا مفككة وفقدانا للربط بين الأسباب والمسببات بجانب الغياب الكلي للذاتية التونسية ورموزها في خطابه وعجزا عن التبليغ واستعمالا لتراكيب هلامية كقوله المصالح العامة لعموم الشعب وهو ما يبشر بأن الحملات التفسيرية إلى خسران مبين فالشعب لا يريد توزيع الجهل وتعميم الغباء تحت مسمى الديمقراطية القاعدية
أنس الشابي