تونس تدعو تركيا إلى اتخاذ عدد من الاجراءات الكفيلة بمعالجة اختلال الميزان معها

استقبل وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي الاثنين 24 سبتمبر 2018 بمقر الوزارة نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو الذي يؤدي زيارة رسمية إلى تونس يومي 23 و24 ديسمبر الجاريوأشرف الوزيران بالمناسبة على جلسة عمل موسعة ضمت وفدي البلدين، خصصت لتبادل وجهات النظر بخصوص سبل تطوير العلاقات الاقتصادية ودفع نسق التعاون الثنائي في مختلف المجالات بالإضافة إلى جملة من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك
ونوه وزير الشؤون الخارجية بالمناسبة بدعم تركيا للمسار الانتقالي في تونس، مؤكدا حرص بلادنا على مواصلة تعزيز علاقات الأخوة والتعاون التي تجمعها بتركيا في مختلف المجالات. ولفت في هذا الصدد إلى أهمية عقد الدورة الثانية للمجلس الأعلى للتعاون الإستراتيجي والدورة الرابعة للمشاورات السياسية مع تونس في أقرب الآجال بما يمكن من استكشاف الامكانيات والفرص المتاحة في كلا البلدين في هذا المجال
ودعا السيد خميس الجهيناوي إلى وضع خارطة طريق مشتركة لتعزيز التعاون والشراكة بين رجال الأعمال والشركات التركية ونظرائهم في تونس خاصة في المجال الصناعي، والاستفادة من المزايا التفاضلية التي توفرها الاتفاقيات التي تجمع بلادنا مع عدد من الفضاءات والتجمعات الاقتصادية الإفريقية لاكتساح أسواق جديدة
كما جدد دعوة تركيا إلى اتخاذ عدد من الاجراءات الظرفية الكفيلة بمعالجة اختلال الميزان التجاري لفائدة الجانب التركي، خاصة في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها تونس حاليا
ودعا السيد خميس الجهيناوي السلطات التركية إلى توفير فضاء مناسب لاحتضان مركز ثقافي تونس في تركيا خاصة بعد افتتاح فضاء مماثل لتركي في بلادنا
من جهته نوه وزير الشؤون الخارجية التركي بالمكاسب التي حققتها تونس في مجال الانتقال الديمقراطي، مشددا على الأهمية التي توليها بلاده لدعم استقرار تونس كشريك مهم في المنطقة
وأبدى تفهم بلاده للصعوبات الاقتصادية التي تمر بها تونس خلال الفترة الحالية مؤكدا حرصها على مواصلة دعم الانتقال الاقتصادي، واستعدادها للنظر في سبل معالجة اختلال الميزان التجاري بين البلدين من خلال إقامة خارطة طريق تمكن من تسهيل إجراءات تصدير المنتوجات التونسية نحو السوق التركية، وتعزيز التعاون على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف مع البلدان الافريقية
واشار أيضا إلى حرص تركيا على تعزيز التعاون الأمني مع تونس للتصدي لظاهرة الارهاب والتطرف وتطوير التعاون في ميدان مجال التصنيع العسكري، وفي مجالات التعليم والثقافة بين البلدين، مؤكدا أنها ستعمل على توفير فضاء مناسب لبعث مركز ثقافي تونسي في اسطنبول
ولدى التطرق إلى عدد من المسائل الاقليمية ذات الاهتمام المشترك وخاصة تطورات المسار السياسي في ليبيا سجل الطرفان تطابقا في وجهات لنظر بهذا الخصوص. إذ أكد الوزير التركي دعم بلاده لخطة الأمم المتحدة في ليبيا برعاية الممثل الخاص رئيس بعثة الدعم الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، وخاصة للمؤتمر الوطني الجامع المزمع عقده بداية سنة 2019
وعبر الوزيران عن أملهما في أن يفضي هذا الاستحقاق إلى تحقيق تقدم ملموس على مسار الحل السياسي في ليبيا
كما عبرا الطرفان عن أملهما في أن تفضي المشاورات والمفاوضات الجارية على أكثر من مستوى إلى التوصل إلى حلول سلمية توافقية في كل من سوريا واليمن.