حكى لي أخي مهدي اليوم أن حلاق الحي كان مستاء جدا والزبد يتتطاير على شفتيه، فسأله مهدي
-شبيك، اش ثمة؟
قال الحلاق
-يا خوي، موش معقول، اليوم في الحومة نساء عرايا ماشين وراء جنازة
تعجب مهدي وقال
-نساء عرايا في الشارع؟ في حومتنا؟
أجابه الحلاق
-تي لا موش عرايا عرايا…قصدي عرايا الرأس…يا خوي، البلاد ما عادش فيها رجال، النساء طحنونا
اكتفى مهدي بأن يتمتم
-رحمه الله
واعترف لي انه لم يتجرأ على نقاش الحلاق والموسى في يده
أما أنا فتساءلت للمرة المليون عن هذه الثقافة الفقهية التعيسة البائسة التي تجعل الناس ينسون أن الموت أجمل ما يجمعنا ويكشف عن البشري فينا، ينسون أن الرحيل الضروري لقاء مع الحبيب الأوحد …ينسون انه اذا كان هناك موضوع ليس مجال صراعات جندرية ولا حسابات سلطوية ولا انتقادات مسطحة تافهة، فهو مجال الموت بمهابته وجلاله
رحم الله نجيب عياد ورزق أهله ومحبيه جميل الصبر والسلوان
وانا لله وانا اليه راجعون…جميعا، رجالا ونساء، كبارا وصغارا، من سينتخبون الزبيدي أو موسي أو مورو أو الرحوي أو الشاهد …وحتى من سيضعون في الصندوق ورقة بيضاء
واللهم اجعل قلوبنا صافية بيضاء
الدكتورة ألفة يوسف