ثلاثة لم يفهمها قيس سعيد : الدستور والنساء و تونس

الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات نرفض اغتيال الحقوق يوم الاحتفاء بالحقوق

نحن مناضلات الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات المجتمعات بالجلسة العامة المنعقدة في 14/15 أوت 2020، نعلن رفضنا القاطع وتنديدنا الشديد بما أتاه رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى الرابعة والستين للمصادقة على مجلة الأحوال الشخصية وقد اختار فيه معاداة المساواة مستهينا بغضبنا وغضب التونسيات

في سابقة خطيرة، أقدم رئيس الجمهورية الذي يفترض انه رمز وحدة التونسيات والتونسيين على التعبير عن رفضه لمقتضيات الدستور مقدما قراءته الرجعية له، مستوليا على دور المحكمة الدستورية، متملصا من دوره في ضمان الحقوق والحريات، منقلبا على مسار صياغة الدستور والتضحيات والدماء التي كتب بها، معتمدا خطابا ديماغوجيا يستثمر فيه فقر النساء مواصلا حملته الانتخابية مغازلا بذلك الخزان الانتخابي للتيارات الظلامية والمعادية للمساواة في الداخل والخارج لتسجيل نقاط سياسية مرة أخرى على حساب كفاح ونضال كل النساء التونسيات في مختلف المجالات والجهات وعلى تعاقب المراحل بما فيها الأكثر تهديدا لهن ضاربا عرض الحائط بالشابي والطاهر الحداد
لقد انتهج كمن سبقوه، أسلوب التضليل والتحنيط والمراوغة اللغوية الجوفاء لإفراغ قيم المدنية والمساواة والمواطنة والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية من كل مضمون، قيم يخال أنها مقتصرة على الفضاء العام وينكرها على النساء والأفراد في الفضاء الخاص
ما أتاه قيس سعيد من سوءات يعري الفهم المحدود لواقع النساء والمجتمع وسيشهد التاريخ له بمحاولته تقسيم التونسيات والقفز على نضالهن الطويل وعدم اعترافه بأدوارهن وبانه لم يقدم لهن أي إجراء أو حماية أو حتى وعدا بتطوير حقوقهن بل على العكس تماما سيشهد التاريخ أنه علاوة على تبخيسه المساواة والنساء، حوكمت في عهده المسنة المطالبة بالماء والمدونة الساخرة من الكورونا وعنفت النساء والمحامية الشابة من الأمن وتفاقمت شاحنات الموت ولم يقدم لهن غير الخطاب الرنان لتزيين بلاطه
يجحدهن حقهن في المساواة في الإرث والمساواة بصفة عامة مؤبدا فقرهن خاصة النساء في الوسط الريفي غير قادر على الربط بين واقع النساء وهشاشتهن الاقتصادية والتمييز القانوني الذي فرضته مجلة الأحوال الشخصية فيما يحاول التسويق لالتصاقه بالكادحات وتلك هي الشعبوية بعينها
وقد اتهمنا الرئيس تلميحا في خطابه بتقسيم الشعب والزيغ عن مطالب ثورته وحاول تشويه نضالنا بالعودة إلى خطاب الشيطنة والتشكيك الذي اختبرناه زمن الاستبداد وبعده، نعلمه أن التاريخ يشهد على التصاقنا بقضايا التونسيات والتونسيين وقد رافقناهن من كل الجهات والفئات قبله وعلى مدى عقود وهن اللواتي سبقننا إلى مطلب المساواة في الإرث وشجعننا على رفعه باعتباره حقا إنسانيا لا يقبل التسويف والمساومة وباعتباره أحد أعمدة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية
كغيره نجيبه، سنظل على العهد، محركات للتاريخ، مقاومات للتشويه. على العهد نظل، مع ومن أجل النساء، سنواصل نضالنا لتحقيق المساواة التامة والفعلية وإلغاء التمييز وضمان المواطنة الكاملة في الفضاء الخاص والعام وسنتصدى لكل خطاب يحاول الانقلاب على الدستور وعلى حقوقنا المكتسبة وسنعقد ندوة صحفية لتقديم خطتنا النضالية المستقبلية ونهيب بكل القوى التقدمية والديمقراطية والاجتماعية للتجند والتصدي لكل قوى الردة والدفاع عن التونسيات في معركتهن القديمة المتجددة ضد هذا المد الرجعي والتوظيف المتواصل لاستحقاقاتنا
عاشت نضالات التونسيات
على الدرب نحو المساواة وسحقا لكل الرجعيات