كتب الكثيرون قبلنا و كتبنا وقلنا أنّ جماعات الإسلام السياسي لا تؤمن بالديمقراطية اصلا ،فقط هم و منذ 2011 يجارون الواقع فحسب، متّبعين عقيدتهم في التّقيّة اذ يعتبرون الانتخابات التي توفرها هي وسيلة للتّمكّن من الحكم و الارتقاء للسلطة وما ان يستحوذوا عليها يستميتون في التمسّك بها وان أحسّوا أنّهم مهدّدون بئزاحتهم منها فانّهم لا يتورعون على استعمال كل الوسائل يبدؤون بتزييف الانتخابات و اشتراء الذمم و تهديد المعارضين و ابتزازهم و ان لم ينجدهم ذلك يلجؤون للعنف الذي يرتقي للقتل وهو ما فعلوه في تونس وما تهديد الغنوشي اخيرا ب »امّا الحوار و امّا القوّة الغاشمة » لا فهم آخر له الا : امّا ان تواصلوا الخضوع لنا وتلعبوا دور الكمبارس في: حكومة وحدة وطنية » تتكون عبر حوار شكلي وتبيّضنا من نتائج حكمنا الوخيمة والا التجأنا للعنف اي القوة الغاشمة »
وما يمارسه الخوانجية في المجلس النيابي بالتلاعب بالقانون الداخلي للمجلس و بعث ادارة موازية داخله تابعة للغنوشي وتكوين مليشيا من موظفين في خدمته تتعرض لنواب المعارضة بالتعنيف و الاعتداء هو بداية ثابتة في تطبيق ما ينوي الخوانجية عمله وقد كشفت ممارساتهم في الأيام القليلة الأخيرة عن هذا التوجه الفاشي بهجومهم على اعتصام الحزب الدستوري الحر امام مقر فرع اتحاد القرضاوي و الاعتداء الجسدي على نواب هذا الحزب وهو ما جد منذ ثلاثة ايام و اليوم وفي ردهات المجلس ذاته و الاقدام بكل صفاقة و تعدي على حرية النواب وشرعيتهم باتخاذ قرار حرمان رئيسة كتلة السيدة عبير موسي من حضور جلسات هيئة المجلس ، زيادة على تجييش وسائل الاعلام ضد هذا الحزب المعارض وستكشف لنا الأيام القادمة خفايا هذا « الحلف الأسود » من اعلاميين في القطاع العام و الخاص في خدمة الإخوان وأكل لحم تلك النائبة الواقفة في وجه الظلاميين دون وجل
الغنوشي و أتباعه و كثير من حلفائه نوابا و احزابا و اشخاصا هم مرعوبون من الصعود الصاروخي لعبير موسي وحزبها و يتوجسون وهم على حق ان الانتخابات القادمة ستجرفهم خاصة و أن عمليات سبر الأراء تمنح الدستوريين الغلبة المطلقة و أنّ التجمعات الشعبية (وغير خالصة الأجر شأن تجمعات الخوانجية) ان كان في المنستير و باجة و سوسة و صفاقس و أكيدالمرة القادة بنابل تثبت شعبية هذا الحزب و انفضاض التونسيين من حول جماعة النهضة وحلفائها، هي علامات حمراء أمام الغنوشي و زمرته من أنّ ساعةمسحهم قربت و أنّ محاسبتهم على ما اقترفوه في حق تونس و اهلها من تخريب و ارهاب و ان امتيازاتهم و ثرواتهم المكتسبة دون حق سيخسرونها و ان الكثيرين منهم سيدخلون السجون حتما . لذاك فان الإخوان سيقدمون على حماقات أكبر في قادم الأيام ولن يتخلوا عن رقبة تونس الا بعد ما يُسيلون كثيرا من الدماء
الأستاذ عميره عليّه الصغيّر