تونس : زحف الفكر الداعشي في غفلة من الدولة

في الوقت الذي ينكبّ فيه كبار المسؤولين في الدولة على قضايا تهمّ أشخاصهم وتتصل حصريا بمواقعهم في المناصب التي يحتلونها، يتواصل زحف الجنود الدواعش للاستيلاء على مؤسسات الدولة ولبثّ الإيديولوجيات القروسطية في المجتمع التونسي دون رقابة ودون محاسبة

ولقد علِم المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة هذا الأسبوع بحادثتين على غاية من الخطورة، وهما

1- سلوك عدد من المعلمين في مدرستين تقعان في معتمدية شربان من ولاية المهدية، حيث، كما بيّنه برنامج صحفي استقصائي بالصورة والصوت، يفرضون على التلاميذ، بلباسهم الرهباني الأفغاني المُخيف، دروسا خارجة عن المناهج التربوية الرسمية معتمدة على الحلال والحرام، مع منع الاختلاط بين الجنسين وحذف الصور من قاعات التدريس باعتبارها محرّمة، وإقامة الصلاة داخل القسم… ويُذكر في هذا الصدد أن المندوب الجهوي للتربية في المهدية أنكر، في تصريح لإحدى الإذاعات الخاصّة، ما نُسب لهؤلاء المُعلمين من تجاوزات، رغم وضوح الصور والشهادات

2- تحريض إمام الجمعة بمعتمدية القطار من ولاية قفصة على تلميذات يُمارسن الرياضة في إطار فريق نسائي لكرة القدم واصفا نشاطهن بالاختلاط المُحرّم وبممارسة الرذيلة

وإذ يُندّد المرصد بكل شدّة بهذه الممارسات الخطيرة على الناشئة وعلى المرأة عموما، والتي تندرج في إطار الانقلاب الإيديولوجي الرجعي المُسلّط على المجتمع التونسي، فإنه يدعو السلطات التونسية، ولا سيما منها وزارتي التربية والشؤون الدينية، للتحقيق المُعمّق حول مُقترفي هذه الممارسات وحول الجهات السياسية التي تقف وراءهم، مع وجوب عزلهم عاجلا من مهامهم في مدرستي شربان وفي جامع القطار، والتحرّي الممنهج والصارم مع من تُوكل إليهم مهام تسمح بالتأثير على المجتمع
عن المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة

02-03-2021
الرئيس
منير الشرفي