لتنظيم حركة الإخوان تاريخ معروف مع العمالة والاستقواء بالأجنبي على اهل البلد، فهم يبكون حين ينهزمون ويسارعون بالارتماء في أحضان الغرب الذي ويا للعجب يعتبرونه »ضالا » و »كافرا » و »دار جهاد » ولكنهم يرتمون تحت أبواب المجالس والمؤسسات باكين وشاكين بأنظمة بلدانهم « القمعية » و »الاستبدادية » وبما انه اليوم لا يمكنهم البكاء من نظام قمعي في تونس فإنهم على الأغلب قد بكوا وشكوا من شعب كره الخيبة والفشل طيلة سنوات حكمهم واكتشف النفاق والزيف الذي يخفيه خطابهم الديني فقرر ان يحتفل عشية 25 بطردهم وتجميدهم وتنفس الصعداء. وسارعوا عبر انستغراماتهم وتويتر وايمايلاتهم ولوبياتهم وجرائدهم ومواقعهم وعملائهم ومرتزقتهم إلى اتهام الشعب التونسي بالانقلاب على الإخوان والديمقراطية. فيا للعجب
إن محاولة الإخوان الوصول للسلطة أو البقاء فيها تبيح لهم فعل أي شيء بما في ذلك العمالة وتهديد مصالح أوطانهم. ومن المعلوم أنّهم لا يملكون حقا في أذهانهم فكرة الوطن لأنّهم يعتقدون بوجود أمّة خياليّة تعشّش في أفكارهم منذ سقطت الخلافة في مصر. أما الأمريكان فمعلوم أنّه لا يهمّهم في الأمر برمّته سوى تحقيق مصالحهم القومية على عكس « إخواننا » الذين لا يهمّهم سوى مصالحهم الإيديولوجية ومصلحة تنظيمهم المشبوه المخترق بأدلة واضحة من أجهزة تحكّم تجعله كما وصفه البعض ذراعا من أذرع الشيطان
وتحت ذريعة التثبت من احترام الديمقراطية جاء وفد الكونغرس الأمريكي عشية يوم 4 سبتمبر في لقاء مع الرئيس سعيّد. وقد وجه لهم بالمناسبة كلمة أكّد فيها على دستوريّة ما سماه الاخوان « انقلابا »ودافع عن محاولة حماية الدولة من الخطر الجاثم والاستجابة لمطالب الشّعب وإرادته وسيادته وعلويّة تلك السّيادة بالدستور والقانون التونسي والأمريكيّ على حدّ سواء
هؤلاء الأمريكان الذين جاؤوا يتثبّتون في ديمقراطيّة بلدنا الذي يئن تحت وطأة تقلّبات العالم أدت سياساتهم مع الإسلاميين منذ بدايات القرن العشرين إلى إضعاف التحديث والتنمية الحقيقية بكل بلد تم فيه إنقاذ تلك القوى وتقويتها بشكل أو بآخر، تركوا العراق تغرق في الوحل بعد أن تحالفوا مع أعداء البلد، وتركوا الأفغان الأحرار والأفغانيات يختنقون تحت حكم طالبان بعد أن تاجروا بقضاياهن عشرين سنة كاملة على أساس أنهم ذهبوا إلى هناك لتحرير النساء والعقول فإذا بهم يتحالفون اليوم مع أعداء الحرية والديمقراطية الذين صاروا في خطاب بايدن أصدقاء للولايات المتحدة ويا للعجب . فالمهم هو التحالف مع اي قوى تحقق لهم مصالحهم القومية بغض النظر عن طبيعة تلك القوى. فليس غريبا أن واشنطن دعمت القوى الدينية السياسية في أنحاء متفرّقة من عالمنا الإسلامي وتحالفت معها وأيّدتها وحرصت على بقائها وعلى دعمها تحت حجّة الديمقراطيّة. فالمحرّك الأساسي لسياسة التحالفات التي تعقدها هو تحقيق المصالح القومية. وهو مفهوم غائب عن أذهان القادة الإخوان الذين تحت ذرائع وهمية يتسببون في تدمير أوطانهم وتحطيم مصالحهم وتحويل بلدانهم إلى جحيم
الم تكف أحداث 11 سبتمبر لتؤكد أن النار قد تحرق يد من يلعب بها؟ ألا يكفي الدمار الذي أحدثته حركات كداعش في الموروث الإنساني العالمي؟ ألا يشعر الإنسان الغربي بأن الصمت على جرائم التحالف مع الإسلاموية ستعود بالوبال أيضا عليه فيخسر أمنه وسعادته مهما كان البلد قوي النظام الأمني فهذه العمليات الإرهابية تهدد حياة الجميع في كل وقت؟ ألا يمثل الإرهاب خطرا بعيد المدى على هذه المصالح المتوحشة التي تدير تجارة السلاح والحرب بأيدي لا تعرف القيم ولا الرحمة؟ الا ننتبه إلى دورنا التاريخي لحماية التعايش السلمي في تونس ولحماية المدنية ولوضع حد لهذه العمالة المقنعة بالديمقراطية؟ علينا فعلا أن ننتبه لهذه الألاعيب المحطمة للآمال فلم ينج أي بلد سمح فيه أهله للقوى المدبرة للمال في العالم أن تمد يد المساعدة لتنظيم الإخوان العالمي ولنا في ما حولنا عبرة لمن يعتبر
زينب التوجاني