النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تنبه من خطورة استهداف المراسلين

تعرض عدد من زميلاتنا وزملاءنا من مراسلي بعض وسائل الإعلام العربية اليوم الأحد 14 جوان 2020 أثناء تغطيتهم للحراك السياسي الذي انتظم أمام مقر مجلس نواب الشعب إلى شتى اصناف التهديد والسب والشتم ومحاولات المنع من العمل مصحوبة بتوجيه إتهامات بالعمالة ومناهضة الثورة، في استعادة لحملة مشابهة كانت عرفتها تونس في جانفي 2018 تأسست على اتهامات للصحفيين المراسلين بتشويه صورة تونس وتعمد الإثارة بخصوص تغطية الإحتجاجات الإجتماعية
وكانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين قد نبهت منذ الاستحقاقات التشريعية والرئاسية الأخيرة إلى تشكل مجموعات تعمل على إستهداف عدد من مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية على خلفية الخطوط التحريرية لمؤسساتهم، يمكن أن تؤدي إلى جرائم خطيرة في حق حرية الصحافة والصحفيين على غرار الإعتداء بالعنف والاحتجاز القسري والتهديد بالتصفية. كما دعت النقابة الرئاسات الثلاث إلى تحمل مسؤولياتهم الكاملة في حمايةاللطواقم الصحفية وتسهيل عملها بما يكفله الدستور والمواثيق الدولية التي صادقت عليها تونس.
ولا يمكن لحادثة اليوم الخطيرة إلا أن تؤكد حقيقة هذه المخاطر خاصة مع تصاعد الخطاب التحريضي وخطابات الكراهية ضد الصحفيين والمراسلين بما فيها من داخل مجلس نواب الشعب المعني بحماية الحريات في إطلاقيتها دون تمييز أو تجزئة
إن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين إذ تعبّر عن تضامنها المطلق مع الطواقم الصحفية التي تعرضت اليوم للانتهاك الخطير، و ترفض هذه الممارسة القمعية والمتخلفة المتأسسة على قناعات وسياسات فاشية واجرامية وميليشياوية ترفض الرأي الآخر وتشيطنه وتكفره، فإنّها تدعو 

– النيابة العمومية إلى فتح تحقيق عاجل في جريمة الإعتداء المذكور وتحملها مسؤولياتها في حماية زملائنا من مختلف التهديدات والتضييقات

– الرئاسات الثلاثة إلى التحرك العاجل وإطلاق الرسائل السياسية الضرورية حتى لا يحصل المحظور وتشهد الساحة السياسية أحداث تصفية للصحفيين
– وزير الداخلية إلى لقاء عاجل لتدارس هذه الجريمة، واتخاذ الإجراءات الإحترازية الضرورية لحماية الطواقم الصحفية المهددة بما في ذلك التأمين الفوري لمقرات سكنهم وعملهم
-عموم الصحفيين والهيئات الوطنية والدولية إلى التضامن مع الصحفيين ضحايا اعتداءات اليوم والانتباه إلى تأثير الصراعات السياسية والبرلمانية والغبن الإجتماعي على سلامة الصحفيين أثناء تغطية التحركات الاحتجاجية
وتشدّد النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين على أن غالبية الصحفيين المراسلين لوسائل الاعلام الأجنبية هم صحفيون محترفون يعملون في اطار احترام القانون وأخلاقيات المهنة، وتعتبر أن الحملات التي تستهدفهم ليست إلا محاولات لتدجينهم والضغط عليهم لمزيد التحكم في الاعلام وتوجيهه

تونس في 14 جوان 2020

النقابة الوطنية للصحفيين