قبل الولوج في الموضوع، استسمحكم لكي ارد على بعض ملاحظات الاحبة الذين راسلوني على الخاص بشكل برقي
1/ لن اغير طريقة التواصل ولن أمر للفيديو والمشهدية. سنواصل الحفاظ على رقي النقاش الفكري والتفاعل مع الذكاء والقدرة على ملامسة القدرات النقدية
2/ بدأت بعض التفاعلات المهمة…والمهمة جدا تحصل بعد تعدد المداخلات المشككة في سردية « الهبة الشبابية » والحملة التي لم تكلف شيئا. سنوافيكم بما يمكن نشره
3/ اسفنا ان مجموعات الفيس بوك المساندة للمرشح قيس سعيد حرفت اقوالنا ونسبت لنا ما لم نقله لسوء فهم أو لسوء نية ولكنها ابت ان تواجهنا…مواجهة فكر بفكر. ولكن، لنكن ايجابيين، فقد قالت احدى منشوراتهم أنني « معروف بميولاتي اليسارية وانتماءي للوطد »… باعتبار ان هذا الانتماء شبهة أو تهمة. اسمحوا لي ان ارد بالقول : « نعم، كل مجموعتنا من اليسار، واول مرة تعرفت على الوطد، حين استشهد القاءد الفاضل ساسي ذات انتفاضة 3 جانفي 1984… حينها كان البعض خارج داءرة النضال ولم تكن تؤثر في وجدانه صور قمع المتظاهرين بالرصاص…واليوم يحدثنا عن ضرورة انهاء المنظومة
عن الزمخشري … واعادة تركيب العقل العربي
ما يخطط لتونس هو تفكيكها كدولة وتحويلها الى ساحة لضرب المنظومة الحالية للامن الاقليمي على علاته والوصول الى الثروة العظمى الطاقية في الجزائر وليبيا بعد أن نجحت روسيا وايطاليا في التموقع كفاعلين اساسيبن ومهيمنين على اكتشافات الغاز في شرق المتوسط
واذا قيمنا الاوضاع في المشرق فاننا نصل الى قناعة ان المشروع الاستعماري سقط بفعل الصمود السوري والمصري وانقلاب موازين القوى في الخليج. لذلك سيمر الحلف الاستعماري الامريكي البريطاني الى المرحلة البديلة باستهداف المغرب الكبير
ولنذكر هنا بالمقولات المؤسسة لهذا المشروع
اعلن رئيس المجلس الوطني للامن الامريكي زبينيو بريزنسكي
Zbignew Brezinski
على عزمه الدفع نحو « تفجير حرب في الخليج كي يتسنى لأمريكا إعادة رسم الحدود الموروثة من اتفاقية سياكس بيكو » … كان ذلك في 1980
ولمزيد تاكيد الفكرة، قدم المفكر المحافظ واحد منظري ما يعرف بعلم هندسة المجتمعات برنارد لويس
Bernard Lewis
المقولة التالية : لا معنى لاعادة رسم الحدود للمنطقة دون تقسيم الدول الى كيانات أصغر على اسس طاءفية ودينية وعرقية غير قادرة على التجانس ضمن سياسات اقليمية مشتركة
وبعد وصول اليمين المحافظ الى الحكم في امريكا، اعتمدت السياسات العربية للبيت الأبيض على افكار راند كوربورايشن التي كتب أهم محلليها الحاليين الدكتور لوال شفارتس
Lowell Schwartz….
« يجب ان تتحول الصراعات داخل هذه البلدان (العربية) الى صراعات ذات اشكال وماهيات داخلية »
Il faut agir de sorte à ce qu’il y ait endogèinisation des conflits tant pour les configurations que les thématiques
هذا النص هو المؤسس لكل ما نعيشه منذ كتابته في 2005 باعتباره يفتح الباب للصراعات الداخلية، قبلية ودينية وطاءفية وعرقية وايديولوجية
وقد ابتدات منذ تلك الفترة تبرز الكتابات الداعمة للعملية، حيث كتب الديبلوماسي والمنظر الالماني القريب من دواءر الحلف الأطلسي غونتر مولاك
Guntar Mulack
اخطر جملة تهمنا بشكل مباشر في تونس : يحب المرور الى مرحلة تحضير الشارع عبر استقطاب الشباب العربي لكسر المنظومة الابوية القمعية
….المنظومة….السيستام …..الشباب
هنا يدخل علينا الزمخشري ليقنعنا أننا امام إرادة حرة لشبابنا الثائرين بعيدا عن أي تخطيط بعيد المدى لاعادة تكوين العقل العربي في اوساطه الشبابية
البنك الدولي والوهم الجميل
في كتابهما الرا ئع : حكم تحت التاثير
Un pouvoir sous influence ou quand les think tanks confisquent la démocratie
Roger Lenglet et Olivier Vilain
يقول المؤلفان : تحولت الدول الى مكتب ضبط لورود الدراسات التي تعدها مجموعات التفكير وذلك بفعل ضعف الاحزاب. وهذه المجموعات ممولة اساسا من لوبيات الشركات العملاقة التي تعمل على تفكيك المنظومات السياسية الموجودة عبر فرض مشاريع كالحريات ومقاومة الفساد وحرية النفاذ الأسواق
وهذا يشير الى أننا نعيش في عالم تفرض فيه شعارات ذات منحى ايجابي ألا انها تهدف فقط الى تفكيك النظم القاءمة لفسح المجال امام هيمنة الشركات العظمى التي لا تحبذ التعامل مع دول كبيرة وقوية ومهيكلة بل كيانات ضعيفة ومهتزة
أن شعارمكافحة الفساد مثل لدى المنظرين الامريكيين من التيار المحافظ الجديد وما يعرف بحزام الانجيل أهم مدخل لضرب الدول عبر ربط الفساد بالسلطة وبالنخب الاقتصادية المحلية. بمعنى ان الامريكان يدعون الى محاربة الفاعلين الاقتصاديين المحليين والادارة الداعمة للدولة وتجييش الشارع المفقرضدها بدعوى محاربة الفساد فقط لاضعاف هذه المنظومات وجعلها عاجزة امام محاولات التفكيك
بعد الانتخابات الكارثة في تونس، سيأتي البنك الدولي وكل الدائنين للمطالبة بدفع الاقساط، حينها لن يكون بمقدورنا الوقوف بوجه الاوامر … ستكون تونس تعيش اتون المعارك الهووية والدولة في ضعف متقدم وانقسام للمجتمع يجعل التضامن بين المواطنين من المستحيلات
اذا حاولت الحكومة (اذا وجدت حينها) ان تتملص من الايفاء بتعهداتها المالية، فستكون ما تبقى من سيادة وطنية هي الثمن الذي وجب دفعه…وبصريح اللسان…سيكون فتح مجالنا امام التلاعب بامن الجوار هو ما يمكننا دفعه لسداد الدين
حينها، ستكون لقوى وازنة داخل تونس الكلمة الفصل
…….
أردت أن تكون هذه اللطخة الأخيرة مكاشفة وحديثا لضماءر الجميع واساسا الأصدقاء الشرفاء المساندين للمترشح قيس سعيد كي لا يقال أننا بقينا يوما على الربوة ولم نحاول إضاءة زوايا العملية الكبرى والخطيرة التي ستعبر على أجسادنا جميعا تحت لافتات الحرية وتحطيم المنظومة وهزم الفساد
……
ما كتبناه، خطيناه بحبر الوطنية. لسنا اعداء لأي وطني ولا نرجو ألا النور لبصاءر الجميع
…….
غدا أن شاء الله، وعلى ضوء ونتيجة الحكم الذي ستصدره المحكمة، سنبدا معكم وبفضل فكركم وتفاعلكم في رسم البدائل وتقديم الأجوبة على السؤال ..: ما العمل؟
دمتم اعزاء
مجموعة تحرير اللطخات
رافع طبيب