منها هرسلة الدستوري الحر والتضييق عليه واهمال شكاويه في التعديات التي استهدفته قبل تجميد المجلس وبعده وآخرها ما يتعرض له من تنكيل في اعتصامه لمنع فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من النشاط التخريبي في تونس وحرمانه حتى من خيمة يحتمي بها معتصموه واصرارك على صمّ اذنيك على مطلب هذا الحزب وغيره من الوطنيين التونسيين في وجوب الإصلاح و تنقية الجو الانتخابي بكشف وحل كل شبكات توظيف المال و اشتراء الذمم عبر مئات الجمعيات المشبوهة التمويل و خاصة تلك التي تضخ حزب الاخوان ( النهضة) و مشتقاتها ،و صمتك في مداخلاتك الكثيرة عن خطر التنظيمات الإرهابية واذرعها التي ما تزال تنشط تأطيرا و تجنيدا ،و تجاهلك للملفات العالقة بالقضاء وأهمها الاغتيالات السياسية والارهاب و تسفير شباب تونس لبؤر التوتر كأرهابيين و بالوكالة وعدم الاشارة حتى للمتورطين فيها وهم جليّين للعيان، وغيرها من الأمور
كذلك انّ ما غنمته من رأسمال اعتباري والتفاف حولك وولاء منذ 25 جويلية بتجميد نشاط مجلس النواب ورفع الحصانة على اعضائه وحل حكومة المشيشي ورفع شعار محاربة الفساد و الفاسدين بدأ يتراجع لأنه لا واقع تغيّر في حال التونسيين بل ساء حالهم و حتى خريطة الطريق التي اعلنتها ومنهجية صياغة الاصلاحات السياسية المقترحة عبر الاستشارات الالكترونية فعليها الف تساؤل و احتراز وتخوّف مشروع من عودة الحكم الفردي والاستبداد ولعلّه أيضا ، كما يشك البعض، انه فقط مسار اعادة انتاج « حكم الشريعة والإخوان » في شكل جديد و بوجوه جديدة خاصة و انه منذ اعتلاك الحكم في 2019 لم نرَ منك تتبعا للمسؤولين عمّا اعتبرته « الخطر الداهم » اي جماعة الإخوان وتوابعهم ، و لا حكم صدر على احد من صفهم وقد تورط الكثيرون منهم في الفساد وحتى الارهاب وانت ذاتك كنت المحت لوزير منهم غنم 1500 مليار و كان يبيع الجنسية التونسية بالف دينار
كاتب هذا النص ليس من دعاة العودة الى الوراء ولما قبل 25 جويلية و لا كذلك ممن يسمون انفسهم « ائتلاف انقاذ » والحال هم من اغرقوا الوطن حكما مباشرا او دعما لحزب الغنيمة و الإرهاب، هو مواطن يغار على وطنه كملايين التونسيين غيره ، لا يشك في صفاء نيّتك ، لكن ليس مرتاحا و لا واثقا من أنّ النظام السياسي الذي ستصوغه لجنتك و حتى وان ألّفت بين أراء من شاركوا في الاستشارة، انه سيكون نظاما يبني جمهورية مدنية فعلية تضمن الحريات لمواطنيها و تحقق السيادة الوطنية و تبني اقتصادا عصريا .وان كنت مصرّا على تهميش الأحزاب السياسية وحتى اخراجها من صورة نظامك، و انت مخطئ في ذلك، فعلى الأقل فليكن مجلسا موسّعا من الخبراء في كل الاختصاصات يصوغ رؤية مستقبلية للبلاد في نظامها السياسي ونمط التنمية فيها، لأنّ مستقبل الشعوب تصوغه الكفاءات الوطنية اعتمادا على دراسات علمية لا تكهنات العجائز و ميولات العوام و أمزجة القطيع
ولكم سديد النظر
المواطن عميره عليّه الصغيّر